وفي بعض النسخ: والصالحين, "فلله درها" بدال مهملة "من كرامة بالغة" إلى الغاية, "ونعمة على المحبين سابغة" بغين معجمة- عامَّة, "فالمحب يرقى في درجات الجنات على أهل المقامات" المراتب التي نالوها بمعرفتهم لله, وإن اختلفت باختلاف مراتبهم وعرفانهم وأعمالهم، فانتقلوا من معرفة إلى كشف، ومنه إلى مشاهدة، ومنها إلى معاينة، ومنها إلى اتصال، ومنه إلى فناء، ومنه إلى بقاء، إلى غير ذلك من المقامات المعلومة لأهلها؛ "بحيث ينظر إليه كما ينظر إلى الكوكب الغابر" بمعجمة وموحدة- أي: الباقي. قال الأزهري: الغابر من الأضداد, يطلق على الماضي والباقي، والمعروف الكثير أنَّه بمعنى الباقي، وفي المطالع: الغابر البعيد أو الذاهب الماضي -كما في الرواية الأخرى: الغارب، يعني: بتقديم الراء على الموحدة, "في أفق السماوات؛ لعلوِّ درجته وقرب منزلته من حبيبه" كما قال -صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف فوقهم كما تراءون الكوكب الغابر من الأفق من المشرق والمغرب لتفاضل ما بينهم"، قالوا: يا رسول الله, تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم,