رواه الشيخان, "ومعيته معه, وإن المرء مع مَنْ أحب" في الجنة, بحسن نيته من غير زيادة عمل؛ لأن محبته لهم لطاعتهم، والمحبة من أفعال القلوب، فأثيب على ما اعتقده؛ لأن النية الأصل والعمل تابع لها، وليس من لازم المعية استواء الدرجات، قاله المصنف. وفي البخاري في الأدب, باب علامة الحب لله، ولأبي ذر: الحب في الله؛ لقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١] ، قال الكرماني: يحتمل أن يراد في الترجمة محبة الله للعبد, فهو المحب، أو محبة العبد لله فهو المحب، أو المحبة بين العباد في ذات الله؛ بحيث لا يشوبها شيء من الرياء, والآية مساعدة للأوّلين، واتباع الرسول علامة للأولى؛ لأنها مسببة للاتباع، وللثانية؛ لأنها مسببة. انتهى. "ولكل عمل جزاء" كما دل عليه الكتاب والسنة, "وجزاء المحبَّة" مبتدأ خبره "المحبةُ والوصول والقرب من المحبوب, رؤيت امرأة مسرفة على نفسها" أي: مخالفة للمطلوب منها من فعل الطاعات واجتناب المناهي "بعد موتها" في المنام, "فقيل لها: ما فعل الله بك؟ قالت: غفر لي" إسرافي, "قيل لها: بماذا؟ قالت: بمحبتي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم, وشهوتي النظر إليه، نوديت: مَنْ اشتهى النظر إلى حبيبنا نستحي أن نذله" نحقره "بعتابنا، بل نجمع بينه وبين من يحبه، وانظر" نظر تأمُّل وتدبُّر "قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} [الرعد: ٢٩] مرجع "فإن طوبى" المرادة في الآية عند جماعة من المفسرين: "اسم شجرة في الجنة". كما رواه ابن جرير عن قرة بن إياس, عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "طوبى شجرة في الجنة, غرسها الله بيده, ونفخ فيها من روحه" كما في حديث قرة المذكور، ومثله في حديث ابن عباس: "تنبت الحلي".