للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودود القز إن نسجت حريرا ... يجمل لبسه في كل شيء

فإن العنكبوت أجل منها ... بما نسجت على رأس النبي

وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعم أبصارهم"، فعميت عن دخوله، وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار. وهذا يشير إليه قول صاحب البردة:

أقسمت بالقمر المنشق إن له ... من قلبه نسبة مبرورة القسم

وما حوى الغار من خير ومن كرم ... وكل طرف من الكفار عنه عم

فالصدق...........


"ودود القز إن نسجت حريرا ... يجمل لبسه في كل شيء"
أي: في كل حال ن الأحوال للملابس، فليست أشرف من غيرها مطلقا.
"فإن العنكبوت أجل منها ... بما نسجت على رأس النبي
فهو علة لجواب الشرط المحذوف، وما مصدرية، أي: بنسجها.
"وروى أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهم أعم" بهمزة قطع "أبصارهم" اجعلها كالعمياء الإدراك ولم يرد الدعاء عليهم بالعمى الحقيقي إذ لو أراده لعمو؛ لأنه مجاب الدعوة ولم يعموا، كما أفاده قوله: "فعميت عن دخوله" ويصرح به قوله: "وجعلوا يضربون يمينا وشمالا حول الغار وهذا يشير إليه قول صاحب البردة، أقسمت" حلفت "بالقمر المنشق" آية للنبي -صلى الله عليه وسلم- وجواب القسم "إن له" أي: للقمر المنشق، "من قلبه نسبة" شبها بقلب المصطفى في انشقاق كل منهما وما أحلى قوله في الهمزية:
شق عن قلبه وشق له البدر
"مبرورة القسم" صفة يمينا دل عليه أقسمت، قيل: والقسم جائز بالقمر، ويحتمل تقدير مضاف، أي: برب القمر. "وما" منصوب بتقدير اذكر أو مجرور عطفا على القمر وجوابه مقدر بما قبله، أي: أن له من قلبه نسبة، أي: واذكر من أو وأقسمت بمن "حوى" جمعه "الغار من خير ومن كرم" يعني المصطفى والصديق وصفهما بما هو من شأنهما وجوز بقاء ما على معناها، وحمل الخير والكرم على صفاتهما، أي: ما جمعه الغار من الخير والكرم الصادرين من النبي -صلى الله عليه وسلم- والصديق، وقال المصنف من خير بكسر الخاء، وقيل: بفتحها، فالكرم عطف خاص على عام، وقال غيره بفتح الخاء، وقيل: بكسرها والخطب سهل.
"وكل طرف" بصر "من الكفار عنه" عن المحوى "عمى" والجملة حال من ما وعمى يحتمل الفعل والاسم، ويمكن الياء على الأول للوقف، وردها على الثاني له أيضا على لغة. "فالصدق"

<<  <  ج: ص:  >  >>