وروى الحاكم عن ابن عباس قال: قتل حمزة جنبًا، فقال -صلى الله عليه وسلم: "غسَّلته الملائكة". وعند ابن سعد من مرسل الحسن: لقد رأيت الملائكة تغسّل حمزة. وروى الطبراني برجال ثقات عن أبي أسيد، والحاكم عن أنس قالا: كفَّن -صلى الله عليه وسلم- حمزة في نمرة، فمدت على رأسه فانكشف رجلاه, فمدت على رجليه فانكشف رأسه، فقال -صلى الله عليه وسلم: "مدوها على رأسه، واجعلوا على رجليه شيئًا من الحرمل" , وفي لفظ: من الإذخر. "وممن مثِّل به كما مثِّل بحمزة عبد الله بن جحش" ابن رياب براء مكسورة وتحتية وموحدة. قال في العيون: غير أنه لم يبقر عن كبده، "ابن أخت حمزة" أميمة -بميمين مصغرًا- بنت عبد المطلب, شقيقة والده -صلى الله عليه وسلم، اختُلِف في إسلامها، فنفاه ابن إسحاق, ولم يذكرها غير ابن سعد، "ولذا يعرف بالمجدع في الله"؛ لأنه سأل الله ذلك. روى الطبراني وأبو نعيم بسند جيد عن سعد بن أبي وقاص: أن عبد الله بن جحش قال له يوم أحد: ألا تأتي ندعو الله, فخلوا في ناحية، فدعا سعد فقال: يا رب إذا لقيت العدو، فبلغني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده -بفتح المهملة والراء ودال مهملة- أي: غضبه, أقاتله فيك، ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه، فأمَّنَ عبد الله، ثم قال: "اللهم ارزقني رجلًا شديدًا بأسه، شديدًا حرده، أقاتله ويقاتلني فيقتلني, ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك قلتَ: يا عبد الله, فيم جدع أنفك وأذنك، فأقول: فيك وفي رسولك، فيقول الله: صدقت. قال سعد: كانت دعوته خيرًا من دعوتي, لقد رأيته أخير النهار، وأنَّ أنفه وأنه معلقان في خيط، "وكان حين قتل" على يد أبي الحكم ابن الأخنس الثقفي, "ابن بضع وأربعين سنة، ودفن مع" خاله "حمزة في قبر واحد", وهذا صريح في أنه قتل بأُحد. قال البرهان: وهو الصحيح، ورأيت بعضهم حكى قولًا أنه قتل بمؤتة. انتهى، وكان قائله انتقل حفظه لعبد الله بن رواحة، "ولما أشرف" أي: اطَّلع "عليه الصلاة والسلام" كما قال ابن إسحاق: حدثني الزهري عن عبد الله بن ثعلبة: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أشرف "على القتلى"