للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المصنف: «وإلى هذا أشار الشيخُ عبد القادر- فيما ذُكر عنه، فبيَّن أن كثيرًا من الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا إلا أنا، فإني انفتحت لي فيه روزنة، فنازعت أقدار الحق بالحق للحق، والرجل مَنْ يكون منازعًا للقدر، لا من يكون موافقا للقدر».

أشار المصنف هنا إلى ما ذُكر عن الشيخ عبد القادر الجيلاني (١) من أن كثيرًا من الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا، وهذا على نهج الجهمية من أن العبد مجبور، ولكنه يقول: إن الله نجاني من هذه النظرة الخاطئة، وانفتحت لي فيه روزنة- أي: نافذة- فنازعت أقدار الحق بالحق للحقِّ، يعني: أن الله وضع الأسباب، والأمر قَدَر الله .


(١) هو الشيخ الزاهد عبد القادر الجيلاني، من أئمة الإسلام الذين انتهت إليهم الرئاسة على مسلمي زمانه؛ علمًا وعملًا وإفتاء، وأحد علماء الحنابلة. لهُ كتاب «الغنية» في مذهب أحمد.
والشيخ موافق لأهل السنة والجماعة- أهل الحق- في جميع مسائل العقيدة من مسائل التوحيد والإيمان والنبوات واليوم الآخر؛ فكان متبعًا لا مبتدعًا، وكان على طريقة السلف الصالح يحث في مؤلفاته على اتباع السلف، ويأمر أتباعه بذلك، وكان يأمر بترك الابتداع في الدِّين، ويصرح بمخالفته للمتكلمين من الأشاعرة ونحوهم.
قال عنه العلَّامة ابن القيم في «نونيته» (ص ٨٤):
هذا وخامس عشرها الإجماع من رسل الإله الواحد المنان
فالمرسلون جميعهم مع كتبهم قد صَرَّحوا بالفوق للرَّحمن
وحكى لنا إجماعَهم شيخُ الورى والدِّين عبد القادر الجيلاني

<<  <   >  >>