للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من شرب للخمور والمخدرات ونحو ذلك.

فهم في ذوق وفي غَرَام، لكنه مَسلك شيطاني.

وأهل المعاصي يجعلون من العشق ونحو ذلك كأنه سعادة الدارين؛ فسماعهم للغناء الفاسد الذي يدعو إلى الفحش والخمر وأنواع الفساد- من أحب الأمور لديهم.

وأما أهل الإيمان فقلوبهم- كما قال الله ﷿ فيهم: ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ [الرعد: ٢٨]؛ فنفس المؤمن تطمئن لسماع كلام الله ﷿، وتتشوق إلى نعيمه عند سماع وعده، وتخشع وتلين من الخوف عند سماع وعيده.

فالمؤمنون عندما يسمعون هذا السماع القرآني يستقيمون على أمر الله ﷿، ويرغبون في طاعته سبحانه، ويسعدون بالأنس به.

فشَتَّان بين حال سماع القرآن وسماع أهل الباطل ..

قال المصنف: «وهَؤُلَاء الَّذين يتبعُون أذواقهم ومواجيدهم من غير اعْتِبَار لذَلِك بِالكتاب والسّنة ومَا كَانَ عَلَيْهِ سلف الأمة».

فالمحبة لا يجوز أن تكون محبَّة مطلقة، إنما الواجب أن تكون محبة مقيدة بالضوابط التي جاءت بها النصوص الشرعية، فليس للعبد أن يأتي بأي محبة أو أي فعل من عنده، بل هو مطالب بمحبة شرعية، وهذه المحبة الشرعية لا تُنال إلا بالطرق الشرعية، فالعبودية أساسها: كمال المحبة مع كمال الذل والخضوع.

وخلاصة القول: أنه لا نجاة إلا باتباع الهدى؛ فمن لم يكن متبعًا للهدى علمًا وعملًا؛ فإنه يكون مائلًا إلى طريق الباطل، وأهل الباطل من أوصافهم: اتباع الظن وهوى الأنفس.

فانظر إلى أهل الكلام، وانظر في أهل التصوفّ فلك فيهم عبرة

<<  <   >  >>