للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسيسألنا الله ﷿ عن عِلمنا؛ فلا يظن من حصَّل درجة علمية أو قَدْرًا من العلم- أنه قد أُعفي من مسئولية القيام بهذا العلم؛ من حيث العمل به ونشره، بل كل هذا ابتلاء من الله ﷿ له.

وقد يغتر الإنسان بعلمه، كما قد يغتر برؤيا رآها، أو بدعوة استجيبت له؛ فيظن أنه بهذا قد وصل إلى ولاية الله تعالى، وهو لا يعلم أن هذا كله ابتلاء من الله ﷿، وقد يكون استدراجًا من الشيطان؛ لأنه قد يخيل إليه أمورًا ليست حقيقية، كما يخيل لبعض المتصوفة أنه يرى الله ﷿؛ فيغتر ذاك الجاهل بهذا؛ لأنه لا يَعلم أن رسول الله قال: «تَعَلَّمُوا؛ أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ ﷿ حَتَّى يَمُوتَ» (١)، فالشيطان يدخل على هؤلاء من قِلَّة علمهم؛ فيُلَبِّس عليهم مثل هذه الأمور.

فهذه الطائفة إذا خُرِقت لها عادة أو حصلت لها مكاشفة أو استجيبت لها دعوة، اشتغل الواجد منهم بهذه الأمور، ويُصرف بهذه الحالة عن الاجتهاد في العبادة المأمور بها، وتكون فتنة له.

* * *


(١) أخرجه مسلم (٢٩٣١) من حديث عبد الله بن عمر .

<<  <   >  >>