للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله﴾ [البقرة: ٢٧٣]، وقَوله: ﴿إطْعَام عشرَة مَسَاكِين﴾ [المائدة: ٨٩]- دخل فِيهِ الآخر. ولما قرن بَينهمَا فِي قَوْله: ﴿إِنَّمَا الصَّدقَات للفُقَرَاء والمَسَاكِين﴾ [٦٠ التوبة: ٦٠] صَارا نَوْعَيْنِ.

وقد قيل: إِنْ الخَاص المَعْطُوف على العَام لَا يدْخل فِي العَام حَال الاقتران، بل يكون من هَذَا البَاب، والتَّحْقِيق: أَنَّ هَذَا لَيْسَ لَازِمًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿من كَانَ عدوًّا لله ومَلَائِكَته ورُسُله وجِبْرِيل ومِيكال﴾ [البقرة: ٩٨]، وقال تعالى: ﴿وإِذ أَخذنَا من النَّبِيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإِبْرَاهِيم ومُوسَى وعِيسَى ابْن مَرْيَم﴾ [الأحزاب: ٧].

وذكر الخَاص مَعَ العَام يكون لأسباب متنوعة:

تَارَة لكَونه لَهُ خاصية لَيست لسَائِر أَفْرَاد العَام، كَمَا فِي نوح وإِبْرَاهِيم ومُوسَى وعِيسَى.

وتارَة لكَون العَام فِيهِ إِطْلَاق قد لَا يُفهم مِنْهُ العُمُوم، كَمَا فِي قَوْله: ﴿هدى لِلمُتقين * الَّذين يُؤمنُونَ بِالغَيْبِ ويقيمون الصَّلَاة ومِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ * والَّذين يُؤمنُونَ بِمَا أنزل إِلَيْك ومَا أنزل من قبلك﴾ [٢ - ٤ البَقَرَة]، فقوله: ﴿يُؤمنُونَ بِالغَيْبِ﴾ يتَنَاول كلَّ الغَيْب الَّذِي يجب الإِيمَانُ بِهِ، لَكِن فِيهِ إِجْمَال. فَلَيْسَ فِيهِ دلَالَة على أَنَّ من الغَيْب ما أُنزل إليك وما أُنزل مِنْ قبلك.

وقد يكون المَقْصُود أَنهم يُؤمنُونَ بالمخبَر بِه، وهُو الغَيْبُ، وبالإخبار بِالغَيْبِ، وهُو مَا أُنزل إِلَيْك ومَا أنزل من قبلك.

ومن هَذَا البَاب: قَوْله تَعَالَى: ﴿اتل مَا أُوحِي إِلَيْك من الكتاب وأقم الصَّلَاة﴾ [العنكبوت: ٤٥]، وقوله: ﴿والَّذين يُمَسِّكون بِالكتاب وأَقَامُوا الصَّلَاة﴾ [الأعراف: ١٧٠]، وتلاوة الكتاب: هِيَ اتِّبَاعه والعَمَل بِهِ، كَمَا قَالَ ابْن مَسْعُود فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿الَّذين آتَيْنَاهُم الكتاب يتلونه حق تِلَاوته﴾

<<  <   >  >>