للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرضى بما قسم الله ﷿ له، ويحسن التعامل مع نعم الله عليه، ويقوم بشكرها؛ لأنها نعم لا تُعَدُّ ولا تُحصى.

وأمَّا الطمع فهو غُلٌّ في العنق يدفع صاحبه إلى أمور غير محمودة؛ لذك يُروى عن عمر بن الخطاب أنه قال: «الطمع فقر، واليأس غنى»، ولا شك أن الغنى غنى النفس، والإنسان إذا أيس من شيء استغنى عنه، وبالتالي يَكفيه القليل، وقد يكون بهذا القليل مِنْ أسعد الناس، والإنسان- أحيانًا- يُشقيه الكثير؛ لأنه يحتاج إلى رعاية وإلى متابعة وإلى أشياء لا حصر لها، وهو لا يعلم ما يُصلحه.

لذلك ينبغي على العبد أن يتعلق بالله ﷿ وحده، وأن يكون طلبه من الله وحده، وأن يكون على يقين وتعلق بالله ؛ لأن الرزق من الله وحده، قال الله سبحانه: ﴿فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون﴾ [العنكبوت: ١٧]، ولم يقل: فابتغوا الرزق عند الله؛ لأن تقديم الظرف يُشعر بالاختصاص، وهذا يدل على أن الرزق عند الله وحده، وليس عند أحد من الناس.

والدعاء من أعظم الأمور التي يحصل بها الرزق مع الأخذ بأسبابه؛ لأنَّ الله بيده مقاليد الأمور؛ إذا أراد حصول الرزق للعبد كان، وإذا لم يُرده لم يكن، فإذا أخذ العبد بأسباب الرزق، وطلبه من الله صار عبدًا لله بحق فقيرًا إليه وحده، وإذا ما تعلق به ﷿ وتذلل له وانكسر، ولجأ إليه ومدَّ يدي الضراعة لله ، مع تمجيده والثناء عليه- أعطاه من النِّعم ما لا يَخطر له على بال.

وحتى لو أن الله تعالى لم يعطِ العبد ما طلب لحكم يعلمها- لم يُحرم العبد أجر دعائه وثنائه على الله وانكساره وانطراحه بين يديه.

فالدعاء لا يخلو من فائدة؛ فعن أبي سعيد الخدري ? أنَّ

<<  <   >  >>