للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيخه ابن تيمية لربِّه: «ولقد شاهدتُ من شيخ الإسلام ابن تيمية قَدَّس الله روحه من ذلك أمرًا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرًا: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا فيَّ شيء».

ومن نَظم شيخ الإسلام :

أنا الفقير إلى رب البريات … أنا المُسيكين في مجموع حالاتي

أنا الظلوم لنفسي وهي ظالمتي … والخير إن يأتنا من عنده ياتي

لا أستطيع لنفسي جلب منفعة … ولا عن النفس لي دفع المضرات

وليس لي دونه مولى يُدَبِّرني … ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتي

إلا بإذن من الرحمن خالقنا … إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات

ولست أملك شيئًا دونه أبدًا … ولا شريك أنا في بعض ذرات

ولا ظهير له كي يستعين به … كما يكون لأرباب الولايات

والفقر لي وصف ذات لازم أبدًا … كما الغنى أبدًا وصف له ذاتي

وهذه الحال حال الخلق أجمعهم … وكلهم عنده عبد له آتي

فَمَنْ بغى مطلبًا من غير خالقه … فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي

والحمد لله ملء الكون أجمعه … ما كان منه وما من بعد قد ياتي» (١).

* * *


(١) انظر: «مدارج السالكين» (١/ ٥٢٠، ٥٢١).

<<  <   >  >>