للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصَبَا يَصبو صَبْوة وصَبْوًا، أي: مال إلى الجهل. وأَصْبَتْهُ الجاريةُ وصَبِي صَباء مِثل سَمِع سَماعًا، أي: لعب مع الصبيان.

قلت: أصل الكلمة من الميل؛ يقال: صبا إلى كذا، أي: مال إليه. وسُمِّيت الصبوة بذلك؛ لميل صاحبها إلى المرأة الصبية. والجمع: صبايا؛ مثل: مَطية ومطايا. والتَّصابي: هو تعاطي الصبوة مثل التمايل وبابه. والفرق بين الصبا والصبوة والتصابي:

أن التصابي هي تعاطي الصبا، وأن تفعل فعل ذي الصبوة.

وأمَّا الصبا فهو نفس الميل.

وأما الصبوة فالمرة من ذلك مثل الغَشوة والكبوة، وقد يقال على الصفة اللازمة مثل القسوة، وقد قال يوسف الصديق : ﴿وإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وأَكُنْ مِنَ الجَاهِلِينَ﴾ [يوسف: ٣٣].

وأمَّا الصبابة فقال في «الصِّحاح»: هي رقة الشوق وحرارته؛ يقال: رجل صَبٌّ عاشق مشتاق، وقد صَبِبت يا رجل، بالكسر؛ قال الشاعر:

ولستَ تَصَبُّ إلى الظاعنين … إذا ما صديقك لم يَصْبَب

قلت: والصبابة من المضاعف من صَبَّ يصب والصبا والصبوة من المعتل وهم كثيرًا ما يعاقبون بينهما، فبينهما تناسب لفظي ومعنوي؛ قال الشاعر:

تَشَكَّى المُحِبُّون الصَّبابةَ ليتني … تحمَّلت ما يَلقون مِنْ بينهم وَحْدي

ويقال: رجل صَبٌّ، وامرأة صَبٌّ، كما يقال: رجل عدل وامرأة عدل» (١).


(١) «روضة المحبين» (١/ ٢٤، ٢٥).

<<  <   >  >>