للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - وثبوت إرادة القلب للمحبوب، ولُزومها لزومًا لا تفارقه.

٤ - ولإعطاء المحب محبوبه لُبَّه وأشرف ما عنده، وهو قلبه.

٥ - ولاجتماع عَزَماته وإراداته وهُمومه على محبوبه.

فاجتمعت فيها المعاني الخمسة» (١).

وزاد ابن القيم على هذه المعاني الخمسة ما يلي:

«وقيل: بل هي مأخوذة من القلق والاضطراب، ومنه سُمِّي القِرط حِبًّا؛ لقلقه في الأذن واضطرابه.

وقيل: بل هي مأخوذة من الحِب الذي هو إناء واسع؛ فيمتلئ به بحيث لا يَسع لغيره، وكذلك قَلب المحب ليس فيه سَعة لغير محبوبه.

وقيل: مأخوذة من الحُبِّ، وهو الخشبات الأربع التي يَستقر عليها ما يُوضع من جَرَّة أو غيرها؛ فسُمِّي الحب بذلك؛ لأنَّ المحب يتحمل لأجل محبوبه الأثقال، كما تتحمل الخشباتُ ثِقل ما يُوضع عليها» (٢).

ووضعوا لمعناها حرفين مُناسبين للمسمى غاية المناسبة: (الحاء) التي هي من أقصى الحلق. و (الباء) الشفوية التي هي نهايته.

فللحاء الابتداء، وللباء الانتهاء، وهذا شأن المحبة وتعلُّقها بالمحبوب، فإن ابتداءها منه وانتهاءها إليه.

وقالوا في فعلها: حَبَّهُ وأحَبَّهُ.

ثم اقتصروا على اسم الفاعل من (أحب) فقالوا: (مُحِبٌّ)، ولم


(١) انظر: «مدارج السالكين» (٣/ ١١، ١٢).
(٢) «روضة المحبين» (ص ١٧، ١٨).

<<  <   >  >>