للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُزاني بحليلة جارك»؛ فأنزل الله ﷿ تصديقها: ﴿والذين لا يدعون مع الله إلهًا آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثامًا﴾ الآية [الفرقان: ٦٨]» (١).

والشرك: أن تجعل لغير الله شِرْكًا- أي: نصيبًا- في عبادتك وتوكُّلِك واستعانتك، قال : ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: ٢، ٣].

وأصناف العبادات- من الصلاة بأجزائها مجتمعة، وكذلك أجزاؤها التي هي عبادة بنفسها من السُّجود والركوع والتسبيح والدعاء والقراءة والقيام- لا يَصلح أن تُوَجَّه إلا لله وحده.

وكذلك لا يجوز أن يُتنفل بها عن طريق العبادة إلا لله وحده، لا لشمس ولا لقمر ولا لملك ولا لنبي ولا لصالح ولا عند قبر نبي أو صالح، وهذا في جميع مِلل الأنبياء، وقد جاء في شريعتنا النهي عن التنفل- ولو على وجه التحية والإكرام- لأيِّ مخلوق، ولهذا نهى النبي معاذًا أن يَسجد له، وقال: «لو كنتُ آمرًا أن يُسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها من عِظم حقِّه عليها» (٢).

وكذلك الزكاة العامة من الصدقات كلها والخاصة، لا يُتصدق بها إلا لله، كما قال تعالى: ﴿ومَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاءَ وجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى﴾ [الليل: ٢٠، ١٩].


(١) أخرجه البخاري (٦٨٦١) ومسلم (٨٦) من حديث عبد الله بن مسعود ?.
(٢) أخرجه ابن ماجه (١٨٥٣) وابن حبان (٤١٧١) من حديث عبد الله بن أبي أوفى ?، وصححه الألباني في «صحيح ابن ماجه» (١٥٠٣).

<<  <   >  >>