للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا﴾ [الجن: ١٨ - ٢٠].

وتوحيد الله وإخلاص الدِّين له في عبادته والاستعانة به كثير جدًّا في القرآن، بل هو قلب الإيمان، وأول الإسلام وآخره؛ كما قال النبي : «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسولُ الله» (١)، وقال : «مَنْ كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة» (٢).

وهو قلب الدِّين والإيمان، وسائر الأعمال كالجوارح له.

فالعبادة والاستعانة وما يدخل في ذلك- من الدعاء والاستغاثة والخشية والرجاء والإنابة والتوكل والتوبة والاستغفار- كل هذا لله وحده لا شريك له.

فالعبادة متعلقة بألوهيته، والاستعانة متعلقة بربوبيته، والله ربُّ العالمين لا إله إلا هو، ولا ربَّ لنا غيره، لا مَلِكَ ولا نَبِيَّ ولا غيره؛ يقول سماحةُ الشيخ ابن باز : «الشرك: هو تشريك غير الله مع الله في العبادة؛ كأن يدعو الأصنام أو غيرها، أو يَستغيث بها، أو يَنذر لها، أو يصلي لها، أو يصوم لها، أو يذبح لها» (٣).

فأعظم الذنوب: الإشراك بالله؛ بأن تجعل له ندًّا وهو خلقك، فقد سأل رجلٌ النبيَّ فقال: يا رسول الله، أيُّ الذنب أكبر عند الله؟ قال: «أن تَدْعُوَ لله ندًّا وهو خَلَقك». قال: ثم أي؟ قال: «ثُمَّ أن تقتل ولدك خشية أن يَطعم معك». قال: ثم أي؟ قال: «ثم أن


(١) أخرجه البخاري (٢٥) ومسلم (٢٢) من حديث عبد الله بن عمر .
(٢) أخرجه أبو داود (٣١١٦) من حديث معاذ بن جبل ?، وصححه الألباني في «المشكاة» (١٦٢١).
(٣) «مجموع فتاوى ومقالات متنوعة» للشيخ ابن باز (٤/ ٣٢).

<<  <   >  >>