للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك الصيام؛ لا يُصام إلا عبادة لله؛ فلا يُصام لأجل الكواكب والشمس والقمر، ولا لقبور الأنبياء والصالحين ونحو ذلك.

وقد بَيَّن سماحة الشيخ ابن باز- نَوْعي الشرك، وضرب لهما أمثلة، وأقام عليهما أدلة، ومن ذلك قوله: «ضد التوحيد: الشرك، وهو نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر؛ فالشرك الأكبر: هو ما يتضمن صرف العبادة لغير الله أو بعضها؛ كدعاء الأولياء والاستغاثة بهم والنذر لهم، أو يتضمن استحلال ما حَرَّم الله، أو إسقاط ما أوجب الله؛ كاعتقاد أن الصلاة لا تجب، أو الصوم لا يجب، أو الحج مع الاستطاعة لا يجب، أو الزكاة لا تجب، أو اعتقاد أنَّ مثل هذا غير مشروع مطلقًا، كان هذا كفرًا أكبر، وشركًا أكبر؛ لأنه يتضمن تكذيب الله ورسوله .

والنوع الثاني: الشرك الأصغر، وهو ما ثبت بالنصوص تسميته شركًا، لكنه لم يَبلغ درجة الشرك الأكبر، فهذا يُسَمَّى شركًا أصغر؛ مثل: الرياء والسمعة؛ كمن يقرأ يرائي، أو يُصلي يرائي، أو يدعو إلى الله يرائي، ونحو ذلك؛ فقد ثبت في الحديث أنَّه قال: «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»؛ فسئل عنه فقال: «الرياء»؛ يقول الله ﷿ يوم القيامة للمُرائين: «اذهبوا إلى من كنتم تراءون في الدنيا فانظروا؛ هل تجدون عندهم من جزاء؟»، رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، عن محمود بن لبيد الأشهلي الأنصاري ? (١).

ومن ذلك قول العبد: ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، أو هذا من الله ومن فلان.


(١) «مسند أحمد بن حنبل» (٥/ ٤٢٨).

<<  <   >  >>