للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالشرك الأصغر يحبط العمل المقارن له؛ كمن يُصلي يُرائي فلا أجر له، بل عليه إثم، وهكذا مَنْ قرأ يرائي فلا أجر له. بل عليه إثم، بخلاف الشرك الأكبر والكفر الأكبر؛ فإنهما يُحبطان جميع الأعمال؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام: ٨٨].

فالواجب على الرجال والنساء، وعلى العالم والمتعلم، وعلى كل مسلم: أن يعنى بهذا الأمر ويَتبصر فيه، حتى يعلم حقيقة التوحيد بأنواعه، وحتى يعلم حقيقة الشرك بنوعيه: الأكبر والأصغر، وحتى يبادر بالتوبة الصادقة مما قد يقع منه من الشرك الأكبر، أو الشرك الأصغر، وحتى يلزم التوحيد، ويستقيم عليه، وحتى يستمر في طاعة الله، وأداء حقه، فإن التوحيد له حقوق؛ وهي أداء الفرائض، وترك المناهي، فلا بد مع التوحيد من أداء الفرائض وترك المناهي، ولا بد- أيضًا- من ترك الإشراك كله: صغيره وكبيره.

فالشرك الأكبر ينافي التوحيد، وينافي الإسلام كليًّا. والشرك الأصغر يُنافي كماله الواجب، فلا بد من ترك هذا وهذا.

فعلينا جميعًا أن نُعنى بهذا الأمر، ونتفقه فيه، ونُبَلِّغه للناس بكل عناية وبكل إيضاح؛ حتى يكون المسلم على بَيِّنة من هذه الأمور العظيمة» (١).

* * *


(١) انظر: «مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز» (١/ ٤٣ - ٤٨) بتصرف واختصار.

<<  <   >  >>