أو فعلته .. فكن تائباً إلى الله تعالى خائفاً منه مستغفراً، ولا تيأس من رحمة الله تعالى؛ قال تعالى:{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم}.
وحذف الفاء الداخلة على الجواب، وهو قوله:(كن) للضرورة عند الجمهور، وأجازه المبرد في الاختيار، وقال بعضهم: لا يجوز إلا في ضرورة أو ندور، ويقاس بهذا نظائره السابقة واللاحقة.
والألف في قوله:(يكفرا) للإطلاق.
[مراتب ما يقع في النفس من المعصية]
(فيغفر الحديث للنفس وما ... هم إذا لم تعمل أو تكلما)
ما يقع في النفس من المعصية له مراتب:
الأولى: الهاجس؛ وهو ما يلقى فيها، ولا يؤاخذ به إجماعاً؛ لأنه ليس من فعل العبد، وإنما هو وارد لا يستطاع دفعه.
الثانية: الخاطر، وهو جريانه فيها، وهو مرفوع أيضاً.
الثالثة: حديث النفس، وهو ترددها بين [فعل] الخاطر المذكور وتركه، وهو مرفوع أيضاً؛ لخبر "الصحيحين": "إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم به".
الرابعة: الهم، وهو قصد الفعل، وهو مرفوع أيضاً؛ لقوله تعالى:{إذ همت طائفتان} الآية، ولو كانت مؤاخذة .. لم يكن الله وليهما، ولقوله صلى الله عليه وسلم:"من هم بسيئة ولم يعملها .. لم تكتب" أي: عليه، رواه مسلم، وفي رواية له:"كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة"، زاد في أخرى:"إنما تركها من جراي" أي: من أجلي، وهو بفتح الجيم وتشديد الراء.
وقضية ذلك: أنه إذا تكلم كالغيبة، أو عمل كشرب المسكر .. انضم إلى المؤاخذة بذلك