للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتمني على (تمنيت)؛ لاتحادهما في المعنى.

ومن ذلك في حديث أم زرع (جلس إحدى عشرة نسوة)، إذ قال: " (نسوة)، وهو جنس بعد إحدى عشرة، وهو خارجٌ عن وجه الكلام، ولا يصحُّ نصبُه على التفسير؛ إذ لا تفسير في العدد إلا بواحد. ولا يصلحُ إضافة العدد الذي قبله إليه، ووجهُ نصبه عندي على إضمار (أعنى)، أو يكون مرفوعًا بدلًا من (إحدى عشرة)، وهو الأظهرُ، وعلى هذا أعربوا قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} (١)؛ الأسباط بدل من {اثْنَتَيْ عَشْرَةَ} " (٢). حيث قاس (أسباطًا) على (نسوة)؛ لأن كليهما جنسٌ، ولا يجوز أن تكون تمييزًا.

ومثله أيضًا في (نوح)؛ إذ قال: " (نوح) أعجمي، والمشهور صرفه، ويجوز تركه" (٣). حملا على أن كل اسم أعجمي ثلاثي الوسط فهو مصروف.

ومن ذلك أيضًا في قوله - عليه السلام -: (الحب في الله ... )، إذ قال ابن الملقن: " (في) سببية ... كقوله - عليه السلام -: (في النفس المؤمنة مائة من الإبل)، وكقوله في التي حبَست الهرةَ: (فدخلت النار فيها)، أي: بسببها، وأصل (في) للظرفية" (٤). حيث قاس (في) في الحديث الأول، على (في) في الحديثين التاليين، مع كون الخلافِ قائمًا حول مجيء (في) للسببية.

ومن ذلك في قوله - عليه السلام -: (ما من أحد أغير من الله) قال: "وفي مسلم: (إنْ من أحد أغير من الله) بكسر همزة (إنْ) وإسكان النون، وهو بمعنى: (ما من أحد أغير من الله)، وعلى هذا (أغيرَ) بالنصب خبرُ (إن) النافية، فإنها تعملُ عملَ (ما) عند الحجازيين" (٥). حيث حمَلَ عمل (إن) النافية على عمل (ما) النافية عند الحجازيين، إذ هما بمعنى واحد.

ومن ذلك في قوله تعالى: {قُل لَّن يُصِبَنَا} (٦)، قال: "هي لغةٌ لبعض العرب؛ يجزمون


(١) الأعراف: ١٦٠.
(٢) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٤/ ٥٦٨.
(٣) المصدر السابق ٢/ ١١٨.
(٤) المصدر السابق ٢/ ٤٤٤.
(٥) المصدر السابق ٨/ ٣١٦.
(٦) التوبة: ٥١.

<<  <   >  >>