للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[شرح حديث: (من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل)]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ثواب من توضأ كما أمر.

أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن عن عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة السلاسل، ففاتهم الغزو فرابطوا، ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن عامر رضي الله عنهم، فقال عاصم: يا أبا أيوب! فاتنا الغزو العام، وقد أخبرنا أنه من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه.

فقال: يا ابن أخي! أدلك على أيسر من ذلك: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل) أكذلك يا عقبة؟ قال: نعم].

المساجد الأربعة المراد بها: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء، فمن صلى في هذه المساجد الأربعة فإنه -على ما ورد في هذا الحديث- يغفر له ذنبه.

ولكن هذا من كلام عاصم بن سفيان الثقفي، وليس حديثاً مرفوعاً، والذي يقول هذا هو عاصم بن سفيان الثقفي، وهو متكلم فيه، والحديث فيه عنعنة أبي الزبير، فلا يثبت هذا.

لكن الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي والأقصى قد ثبت الفضل فيها، وهو أن الصلاة في الحرام تعدل مائة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي ألف صلاة، وفي المسجد الأقصى خمسمائة.

قوله: [فقال: يا ابن أخي! أدلك على أيسر من ذلك: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل) أكذلك يا عقبة؟ قال: نعم].

هذا مرفوع، فـ أبو أيوب وعقبة صحابيان رفعا هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه أن الوضوء من أسباب مغفرة الذنوب، والمراد الذنوب الصغائر إذا اجتنب المرء الكبائر وأدى الفرائض، لكن الحديث فيه عاصم بن سفيان الثقفي، وفيه أبو الزبير، إلا أن هذا المعنى ثابت في الأحاديث الصحيحة، كحديث حمران في وضوء عثمان وغيره، فله شواهد من الأحاديث الصحيحة تشهد له، وتدل على ما دل عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>