للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم التيمم في السفر]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب التيمم في السفر.

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب قال حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن عمار رضي الله عنه قال: (عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأولات الجيش ومعه عائشة زوجته فانقطع عقدها من جزع ظفار، فحبس الناس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر، وليس مع الناس ماء، فتغيظ عليها أبو بكر فقال: حبست الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله عز وجل رخصة التيمم بالصعيد، قال: فقام المسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم ينفضوا من التراب شيئاً، فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط)].

التعريس: هو نزول المسافر آخر الليل للاستراحة والنوم، يقال له: تعريس كما هنا: (عرس رسول الله) يعني: نزل آخر الليل للاستراحة والنوم.

وقوله: (انقطع عقد عائشة من جزع ظفار) الجزع: خرز يماني، واحد الجزع، وظفار: مدينة في اليمن مبنية على الكسر مثل قطامِ، فهذا الجزع الذي من خرز هو من هذه المدينة، وقد سقط من عائشة رضي الله عنها، فحبس النبي صلى الله عليه وسلم الناس ابتغاء عقدها.

وفيه: أن أبا بكر تغيض عليها، يعني: غضب عليها؛ لماذا أخرت النبي صلى الله عليه وسلم.

وفيه: أنه لما نزلت آية التيمم ضرب الناس بأيديهم الأرض.

وقوله: (ثم رفعوا أيديهم ولم ينفضوا من التراب شيئاً) لعل التراب ليس كثيراً.

وقوله: (فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب، ومن بطون أيديهم إلى الآباط) يعني: فعلوا هذا بأنفسهم خطأ اجتهادياً منهم، ثم علمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه إلى الكفين، ولم يؤمروا بالإعادة؛ لأنهم لم يتعمدوا المخالفة، والحكم لما يستقر، يعني: يبدأ أحدهم بظاهر الكف حتى يصل إلى باطن الكف، ويمسح من بطن الكف حتى يصل إلى الإبط، وهذا اجتهاد منهم.

ثم علمهم النبي حكم الشرع في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>