للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

وجه المناسبة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي

تقدَّم أن " تخريج المناط " في اللغة يعني: استخراج الموضع الذي عُلِّق عليه الشيء (١).

وهو في المعنى الاصطلاحي غير خارجٍ عن وضع اللغة، إلا أنه يختصُّ باستخراج عِلَّة الحُكْم الذي دلَّ النصُّ أو الإجماعُ عليه من غير تعرُّضٍ لبيان عِلَّته لا صراحةً ولا إيماءً (٢).

والمناسبة في التسمية بين المعنيين ظاهرة؛ إذ إنه لمَّا كان اللفظ لم يتعرَّض لمناط الحُكْم - وهو العِلَّة - واجْتُهِد بالبحث والنظر في استخراجه، ناسب تسميته اصطلاحاً بـ " تخريج المناط "؛ لأن المجتهد استخرجَ العِلَّةَ - هنا - من خفاء (٣).

قال الزركشي: " وهو - أي: تخريج المناط - مُشْتَقٌ من الإخراج، فكأنه راجعٌ إلى أن اللفظ لم يتعرَّض للمناط بحال، فكأنه مستورٌ، أُخْرج بالبحث والنظر" (٤).


(١) ينظر: (١٢٧).
(٢) ينظر: (١٢٨).
(٣) ينظر: نفائس الأصول (٧/ ٣٠٨٩)، شرح تنقيح الفصول (٣٨٩)، شرح العضد على مختصر ابن الحاجب (٢/ ٢٣٨)، الإبهاج (٣/ ٨٣)، رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب (٤/ ٣٣٠)، شرح المحلي على جمع الجوامع (٢/ ٢٧٣)، شرح الكوكب المنير (٤/ ١٥٢).
(٤) البحر المحيط: (٧/ ٣٢٤ - ٣٢٥).

<<  <   >  >>