للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيُّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله " (١).

وعن أبي أمامة (٢) رضي الله عنه قال: " أتيتُ رسولَ الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فقلتُ: مُرْني بأمرٍ آخُذُهُ عنك، قال: عليك بالصوم فإنه لا مِثْلَ له " (٣).

وعن عبدالله بن عمرو (٤) رضي الله عنهما: أن رجلاً سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإسلام خير؟ قال: تُطِعمُ الطعام، وتَقْرأ السلامَ على مَنْ عَرَفْت ومَنْ لم تَعْرفْ" (٥).

فهذه الأحاديث التي أجاب فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال بأجوبةٍ مختلفة، لو حُمِلَت كلُّ إجابةٍ على الإطلاق أو العموم لاقتضى ذلك التضادَّ في التفضيل، ولكنَّ التفضيل لم يقع مطلقاً، إنما كان بحسب وقتٍ دون وقت، وحالٍ دون حال، وشخصٍ دون شخص.

قال الشاطبي: " جميعها يدلُّ على أن التفضيل ليس بمُطْلَق، ويشعِر إشعاراً ظاهراً بأن القصد إنما هو بالنسبة إلى الوقت أو إلى حال السائل" (٦).

ثانياً: دعا النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأنس رضي الله عنه بكثرة المال حيث قال عليه الصلاة والسلام: " اللهم أَكْثِر مالَه وولَده، وبارك له فيما أعطيته " (٧).

وقال لثعلبة بن حاطب (٨) رضي الله عنه حين سأله الدعاء له بكثرة المال: " قليلٌ تؤدي شكره خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقه " (٩).


(١) أخرجه البخاري في " صحيحه"، كتاب الصلاة، باب فضل الصلاة لوقتها، رقم (٥٢٧)، وأخرجه مسلم في " صحيحه"، كتاب الإيمان، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال، رقم (٨٥).
(٢) هو: صُديّ بن عجلان بن وهب الباهلي، أبو أمامة، صحابيٌّ جليل، كان مع علي رضي الله عنهما في صفين، وسكن الشام، وهو آخر من مات من الصحابة في الشام سنة (٨٦ هـ).
ينظر في ترجمته: الاستيعاب (٤/ ١٦٠٢)، أسد الغابة (٥/ ١٦)، الأعلام للزركلي (٣/ ٢٠٣).
(٣) أخرجه النسائي في " سننه"، كتاب الصيام، باب ذكر الاختلاف على محمد بن أبي يعقوب في حديث أبي أمامة في فضل الصائم، رقم (٢٢١٩)، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، رقم (١٨٩٣)، وأخرجه ... ابن حبان في "صحيحه"، رقم (٣٤٢٥)، وصححه الألباني في " صحيح وضعيف سنن النسائي" (٥/ ٣٦٤).
(٤) هو: عبدالله بن عمرو بن العاص، من قريش، صحابي جليل، كان يحسن السريانية، وكان عابداً من النساك، وشهد الحروب والغزوات، توفي سنة (٦٥ هـ).

ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد (٢/ ٣٧٣)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٧٩)، الأعلام للزركلي (٤/ ١١١)
(٥) أخرجه البخاري في " صحيحه"، كتاب الإيمان، باب إطعام الطعام من الإسلام، رقم (١٢)، وأخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل، رقم (٣٩).
(٦) الموافقات: (٥/ ٣١).
(٧) أخرجه البخاري في " صحيحه "، كتاب الدعوات، باب الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة، رقم (٦٣٧٩)، وأخرجه مسلم في " صحيحه"، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أنس رضي الله عنه، رقم (٢٤٨٠) من حديث أم سليم رضي الله عنهما.
(٨) هو: ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عوف بن مالك الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، شهد غزوة بدر، وشهد أحداً، واستشهد فيها سنة (٣ هـ).
ينظر في ترجمته: طبقات ابن سعد (٣/ ٤٦٠)، الاستيعاب (١/ ٢٠٩)، أسد الغابة (١/ ٢٨٣).
(٩) أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "، رقم (٧٨٧٣)، وأخرجه البيهقي في " الدلائل " (٥/ ٢٨٩).

<<  <   >  >>