للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن قدامة: " ونعني بالعِلَّة: مناط الحُكْم " (١).

ولما فرغ الآمدي في الباب الثاني من بحث مسائل العِلَّة ذيَّل الباب بخاتمةٍ عَنْوَنَ لها بقوله: " خاتمةٌ في أنواع النظر والاجتهاد في مناط الحُكْم، وهو: العِلَّة" (٢).

وقال القرافي (٣): " والعِلَّةُ رُبِطَ بها الحُكْم وعُلِّق عليها فسُمِّيَتْ مناطاً على وجه التشبيه والاستعارة " (٤).

وقال ابن دقيق العيد (٥): " وتعبيرهم عن العِلَّة بالمناط من باب المجاز اللغوي؛ لأن الحُكْم لما عُلِّق بها كان كالشيء المحسوس الذي تعلَّق بغيره، فهو من باب تشبيه المعقول بالمحسوس، وصار ذلك في اصطلاح الفقهاء بحيث لا يُفْهَمُ عند الإطلاق غيره " (٦).

وقال الطُّوفي (٧): " والمناط: ما نيط به الحُكْم، أي: عُلِّق به، وهو: العِلَّة التي رُتِّبَ عليها الحُكْم في الأصل " (٨).

وقال الزركشي: " والمناط هو: العِلَّة " (٩).

وقال ابن النجَّار الفتوحي (١٠): " وهو - أي: المناط -: العِلَّة التي رُتِّبَ عليها الحُكْم في الأصل " (١١).

وقال الشوكاني: " والمناط هو: العِلَّة " (١٢).

فهذه النصوص وغيرها تُقَرِّرُ أن عامة الأصوليين لا يُفَرِّقون في اصطلاحهم بين لفظ " المناط" ولفظ " العِلَّة "، ويعتبرونهما لفظين مترادفين في الاصطلاح كلاً منهما يُطْلَق إزاء الآخر، وقد غلب في استعمالهم إضافة لفظ


(١) روضة الناظر: (٣/ ٨٠٠).
(٢) الإحكام: (٣/ ٣٧٩).
(٣) هو: أبو العباس أحمد بن إدريس بن عبدالرحمن شهاب الدين الصنهاجي القرافي المالكي، ولد في مصر ونشأ بها، من العلماء المحققين في الفقه وأصوله، وكان متبحراً في عدة علوم، من مؤلفاته: أنوار البروق في أنواء الفروق (ط)، تنقيح الفصول (ط) في الأصول، وشرحه (ط)، ونفائس الأصول في شرح المحصول (ط)، والذخيرة (ط) في الفقه، وغيرها، توفي بالقاهرة سنة (٦٨٤ هـ).
ينظر ترجمته في: الديباج المذهب (١/ ٢٠٥)، شجرة النور الزكية (١١٨)، الأعلام للزركلي (١/ ٩٥).
(٤) شرح تنقيح الفصول: (٣٨٨).
(٥) هو: أبو الفتح تقي الدين محمد بن علي بن وهب القشيري المالكي المعروف كأبيه وجده بابن دقيق العيد، كان بارعاً في الفقه والأصول والحديث واللغة مع ذكاءٍ وسعة علمٍ وورعٍ جمّ، وكان من العلماء المحققين، من مؤلفاته: الاقتراح في علوم الحديث، والإلمام في أحاديث الأحكام، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (ط)، توفي بالقاهرة سنة (٧٠٢ هـ).
ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة (٤/ ٩١)، طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (٦/ ٢)، الأعلام للزركلي (٦/ ٢٧٣).
(٦) البحر المحيط: (٧/ ١٤٦).
(٧) هو: سليمان بن عبدالقوي بن سعيد نجم الدين الطُّوفي البغدادي الحنبلي، نشأ وتعلم في طوفا بالعراق، ثم انتقل إلى بغداد ودمشق، وزار مصر، وجاور بالحرمين، من مؤلفاته: شرح مختصر الروضة (ط) في أصول الفقه، والإكسير في قواعد التفسير (ط)، والإشارات الإلهية في المباحث الأصولية (ط)، وغيرها، توفي بالخليل في فلسطين سنة (٧١٦ هـ).
ينظر ترجمته في: الدرر الكامنة (٢/ ٢٩٥)، شذرات الذهب (٣/ ٣٩)، الأعلام للزركلي (٣/ ١٢٧).
(٨) شرح مختصر الروضة: (٢/ ٢٣٣).
(٩) البحر المحيط: (٧/ ٣٢٢).
(١٠) هو: محمد بن أحمد بن عبدالعزيز الفتوحي، تقي الدين أبو البقاء، الشهير بابن النجار، فقيهٌ حنبليُّ مصري، كان جميل المنطق، كثير الأدب، من مؤلفاته: شرح الكوكب المنير (ط) في أصول الفقه، ومنتهى الإرادات (ط) في الفقه، وغيرهما، توفي سنة (٩٧٢ هـ).
ينظر ترجمته في: مختصر طبقات الحنابلة (٨٧)، النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد (١٤١).
(١١) شرح الكوكب المنير: (٤/ ٢٠٠).
(١٢) إرشاد الفحول: (٢/ ٦٤٠ - ٦٤١).

<<  <   >  >>