للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التنقية الكاملة بحيث تعود إلى خلقتها الأولى لا يُرى فيها تغيرٌ بنجاسةٍ في طعمٍ ولا لونٍ ولا ريحٍ، ويجوز استعمالها في إزالة الأحداث والأخباث، وتحصل الطهارة بها ومنها" (١).

ثالثا: الاجتهاد في تحقيق مناط النجاسة في مياه الصرف الصحي قبل المعالجة يثبت عادةً بمسلك الحسّ , حيث من رأى تلك المياه أدرك تغيُّر لونها , وكذا من اشتمَّ رائحتها شمَّ فيها رائحة النجاسة , وإذا تمَّ تحليل هذه المياه في المختبرات المختصة وُجِد أنها تحوي نسبةً كبيرةً من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الضارَّة.

وكذا الاجتهاد في تحقيق مناط الطهارة في مياه الصرف الصحي بعد معالجتها وتنقيتها فإنه يثبت بمسلك الحسّ أيضاً, حيث يُدرِك من رأى تلك المياه أو اشتمَّ رائحتها أنه لا أثر للنجاسة على لونها أو طعمها أو رائحتها , وأنها مياه طاهرةٌ نقيَّة.

وقد جاء في نصّ قرار هيئة كبار العلماء أن: " المجلس يرى طهارتها بعد تنقيتها التنقية الكاملة بحيث تعود إلى خلقتها الأولى لا يُرى فيها تغيرٌ بنجاسةٍ في طعمٍ ولا لونٍ ولا ريح .. " (٢).

ومسلك الحسِّ من مسالك الاجتهاد في تحقيق المناط كما تقدم (٣).

كما يمكن إثبات ذلك -أيضاً- بمسلك قول أهل الخبرة من المختصِّين في تنقية المياة ومعالجتها , فإذا أثبتوا أن مياه الصرف الصحي بعد معالجتها بالطرق المذكورة أو مايماثلها تصير مياه نقيَّةً خاليةً من النجاسات والملوِثات اُعتُبِر حينئذٍ قولهم, وبُنيَ عليه القول بطهورية تلك المياة, وجواز استخدامها في رفع الأحداث وإزالة النجاسات.

ومسلك قول أهل الخبرة من مسالك الاجتهاد في تحقيق المناط كما تقدم (٤).


(١) أبحاث هيئة كبار العلماء: (٦/ ٢١٦ - ٢١٧).
(٢) أبحاث هيئة كبار العلماء: (٦/ ٢١٦ - ٢١٧).
(٣) ينظر: (٢٦٨ - ٢٦٩).
(٤) ينظر: (٢٦٩ - ٢٧٢).

<<  <   >  >>