للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه التشوهات الخِلْقية التي تحدث للجنين لها عدة أسبابٍ من أهمها: (١)

- تعرُّض الحامِل في الأشهر الأولى للإشعاعات المباشرة, لاسيما منطقة البطن والحوض.

- تناول العقاقير والمواد الكيماوية التي تضرّ الجنين أثناء الحمل , وتؤدي إلى تشوهات جسميةٍ وذهنيةٍ بسبب ما تحدثه من تغييرٍ كيمائيٍّ في الدم.

- الإدمان على الكحول والمخدرات التي بدورها تؤثر على الحيوانات المنوية والبويضات, ويؤدي ذلك إلى حدوث تشوهاتٍ للجنين في الدماغ والقلب.

- وجود تشوهات خِلْقية في أصل الحيوانات المنوية أو البويضات ,كالخلل في الكروموسومات من حيث الشكل أو الحجم.

فإذا كانت التشوهات الخِلْقية التي تحدث للجنين كما تقدمت أنواعها وأسبابها فهل يجوز إجراء عملية إسقاطٍ للجنين إذا ثبت طبياً من خلال الفحوصات تعرُّض

الجنين لبعض تلك التشوهات في مراحل تخلُّقه؟

لقد بحث مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي هذه المسألة في دورته الثانية عشرة عام ١٤١٠ هـ, وبعد الاستماع إلى الأبحاث المقدمة حول الموضوع، والمناقشات التي دارت حوله، قرَّر مايأتي: " - إذا كان الحمل قد بلغ مائةً وعشرين يومًا، فلا يجوز إسقاطه، ولو كان التشخيص الطبي يفيد أنه مشوَّه الخِلْقة، إلا إذا ثبت بتقرير لجنةٍ طبيةٍ من الأطباء الثقات المختصين أن بقاء الحمل فيه خطرٌ مؤكدٌ على حياة الأم، فعندئذٍ يجوز إسقاطه، سواء أكان مشوَّهًا أم لا، دفعًا لأعظم الضررين.

- قبل مرور مائةٍ وعشرين يومًا على الحمل، إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنةٍ طبيةٍ من الأطباء المختصين الثقات-وبناءً على الفحوص الفنية، بالأجهزة


(١) ينظر: المرجع السابق (٢٩٣ - ٢٩٧).

<<  <   >  >>