للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تخويف الشيطان أولياءه وأثره على التوحيد]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٧٥]].

هذه الآية: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران:١٧٥] فيها تقدير: (يخوفكم من أوليائه)، يعني أن: الشيطان يأتي ويخوفكم من أوليائه، فيقول لكم مثلاً: إن الأعداء أقوياء، وعندهم أسلحة كبيرة، ومكانة عظيمة، وقدرات هائلة، وهذا كالخوف الحاصل الآن من إسرائيل، إذ هناك خوف عظيم عند كثير من المسلمين مع الأسف الشديد، وما هذا إلا من تخويف الشيطان، كما قال تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران:١٧٥].

يقول تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٧٥]، ففي هذه الآية شرط، وهو قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:١٧٥].

فالخوف من الله شرط في الإيمان، والخوف من غير الله عز وجل قادح في الإيمان، سواء أكان القدح من جنس الشرك الأصغر أم من جنس الشرك الأكبر، فهو بحسب درجة الخوف.

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة:١٨]].

والشاهد هو قوله تعالى: {وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ} [التوبة:١٨]، فهنا نفي وإثبات، والنفي والإثبات يدلان على الحصر والقصر والاختصاص.

فالنفي في قوله تعالى: {لَمْ يَخْشَ} [التوبة:١٨]، والإثبات في قوله تعالى: {إِلَّا اللَّهَ} [التوبة:١٨]، وهذا يدل على أن الخشية يجب أن تكون لله خالصة.

ويفرق بعض العلماء بين الخوف والخشية، فيقول: إن الخشية خوف عن علم، ويستدلون على ذلك بقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر:٢٨]، فاستخدم في هذه الآية الخشية؛ لأنها مضافة إلى العلماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>