كبتهم أَن دينة بنت يَعْقُوب عَلَيْهَا السَّلَام إِذْ غصبهَا شكيم بن حمور وزنا بهَا حملت وَولدت ابْنة وَأَن عقَابا خطف تِلْكَ الفرخة من الزِّنَا وَحملهَا إِلَى مصر وَوَقعت فِي حجر يُوسُف فرباها وَتَزَوجهَا وَهَذِه تشبه الخرافات الَّتِي يتحدث بهَا النِّسَاء بِاللَّيْلِ إِذا غزلن وَفِي بعض كتبهمْ أَن يَعْقُوب إِنَّمَا قَالَ فِي ابْنه نفثال ايل مُطلق لِأَنَّهُ قطع من قَرْيَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الَّتِي بِقرب بَيت الْمُقَدّس إِلَى منف الَّتِي بِمصْر وَرجع إِلَى قَرْيَة الْخَلِيل فِي سَاعَة من النَّهَار لشدَّة سرعته لَا لِأَن الأَرْض طويت لَهُ وَمِقْدَار ذَلِك مسيرَة نَيف وَعشْرين يَوْمًا وَفِي بعض كتبهمْ مِمَّا لَا يَخْتَلِفُونَ فِي صِحَّته أَن السَّحَرَة يحيون الْمَوْتَى على الْحَقِيقَة وَأَن هَهُنَا أَسمَاء لله تَعَالَى وَدُعَاء وكلاماً وَمن عرفه من صَالح أَو فَاسق أحَال الطبائع وأتى بالمعجزات وَأَحْيَا الْمَوْتَى وَإِن عجوزاً سَاحِرَة أحيت لشاول الْملك وَهُوَ طالوت شمؤال النَّبِي بعد مَوته فليت شعري إِذا كَانَ هَذَا حَقًا فَمَا يؤمنهم أَن مُوسَى وَسَائِر من يقرونَ بنبوته كَانُوا من أهل هَذِه الصّفة وَلَا سَبِيل إِلَى فرق بَين شَيْء من هَذَا أبدا
وَفِي بعض كتبهمْ أَن بعض أَحْبَارهم المعظمين عِنْدهم ذكر لَهُم أَنه رأى طَائِر يطير فِي الْهَوَاء وَأَنه باض بَيْضَة وَقعت على ثَلَاث عشرَة مَدِينَة فهدمتها كلهَا
وَفِي بعض كتبهمْ أَن الْمَرْأَة المدنية الَّتِي ذكر فِي التَّوْرَاة الَّتِي زنى بهَا زمري بن خالو من سبط شَمْعُون طعنه فينحاس بن العزار بن هَارُون برمحه فنفذه وَنفذ الْمَرْأَة تَحْتَهُ ثمَّ رفعهما فِي رمحه إِلَى السَّمَاء كَأَنَّهُمَا طائران فِي سفود وَقَالَ هَكَذَا نَفْعل بِمن عصاك قَالَ كَبِير من أَحْبَارهم مُعظم عِنْدهم أَنه كَانَ تكسير عجز تِلْكَ الْمَرْأَة مِقْدَار مزرعة مدى خَرْدَل وَفِي كتبهمْ أَن طول لحية فِرْعَوْن كَانَ سَبْعمِائة ذِرَاع وَهَذِه وَالله مضحكة تسلي الثكالى وَترد الأحزان
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ عَن مثل هَؤُلَاءِ فلينقل الدّين وتباً لقوم أخذُوا كتبهمْ وَدينهمْ عَن مثل هَذَا الرقيع الْكذَّاب وأشباهه
وَفِي بعض كتبهمْ المعظمة أَن جباية سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فِي كل سنة كَانَت سِتّمائَة ألف قِنْطَار وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف قِنْطَار من ذهب وهم مقرون أَنه لم يملك قطّ إِلَّا فلسطين والأردن والغور فَقَط وَأَنه لم يملك قطّ رفح وَلَا غَزَّة وَلَا عسقلان وَلَا صور وَلَا صيدا وَلَا دمشق وَلَا عمان وَلَا البلقاء وَلَا مؤاب وَلَا جبال الشراة فَهَذِهِ الجباية الَّتِي لَو جمع كل الذَّهَب الَّذِي بأيدي النَّاس لم يبلغهَا من أَيْن خرجت وَقد قُلْنَا إِن الْأَحْبَار الَّذين عمِلُوا لَهُم هَذِه الخرافات كَانُوا ثفالا فِي الْحساب وَكَانَ الْحيَاء فِي وُجُوههم قَلِيلا جدا
وَذكروا أَنه كَانَ لمائدة سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام فِي كل سنة أحد عشر ألف ثَوْر وَخَمْسمِائة ثَوْر وَزِيَادَة وَسِتَّة وَثَلَاثِينَ ألف شَاة سوى الْإِبِل وَالصَّيْد فانظروا مَاذَا يَكْفِي لُحُوم من ذكرنَا من الْخبز وَقد ذكرُوا عددا مبلغه سِتَّة آلَاف مدى فِي الْعَام لمائدته خَاصَّة وَاعْلَمُوا أَن بِلَاد نَبِي إِسْرَائِيل تضيق عَن هَذِه النَّفَقَات هَذَا مَعَ قَوْلهم أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يهدي كل سنة ثُلثي هَذَا