هَكَذَا وَكَذَلِكَ التَّدَاوِي على سَبِيل الطِّبّ وَلَا فرق وَقد أخبرنَا تَعَالَى أَنه يُصَلِّي على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأمرنا مَعَ ذَلِك بِالدُّعَاءِ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَقَالَ تَعَالَى قل رب احكم بِالْحَقِّ فَأمرنَا بِالدُّعَاءِ بذلك وَقد علمنَا أَنه تَعَالَى لَا يحكم إِلَّا بِالْحَقِّ فصح مَا قُلْنَا من أَن الدُّعَاء عمل أمرنَا بِهِ فَنحْن نعمله حَيْثُ أمرنَا عز وَجل بِهِ وَلَا نعمله حَيْثُ لم نؤمر بِهِ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين فَإِذا قد بَطل بعون الله تَعَالَى وتأييده قَول من قَالَ أَن علم الله تَعَالَى هُوَ غير الله تَعَالَى وَهُوَ مَخْلُوق فلنتكلم بعون الله تَعَالَى وتأييده قَول من قَالَ أَن علم الله تَعَالَى هُوَ غير الله وَهُوَ مَخْلُوق فلنتكلم بعون الله تَعَالَى وتأييده على قَوْله من قَالَ أَن علم الله تَعَالَى هُوَ غير الله تَعَالَى وخلافه وَأَنه لم يزل مَعَ الله تَعَالَى
قَالَ أَبُو مُحَمَّد هَذَا قَول لَا يحْتَاج فِي رده إِلَى أَكثر من أَنه شرك مُجَرّد وَإِبْطَال للتوحيد لِأَنَّهُ إِذا كَانَ مَعَ الله تَعَالَى شَيْء غَيره لم يزل مَعَه فقد بَطل أَن يكون الله تَعَالَى كَانَ وَحده بل قد صَار لَهُ شريك فِي أَنه لم يزل وَهَذَا كفر مُجَرّد ونصرانية مَحْضَة مَعَ أَنَّهَا دَعْوَى سَاقِطَة بِلَا دَلِيل أصلا وَمَا قَالَ بِهَذَا أحد قطّ من أهل الْإِسْلَام قبل هَذِه الْفرْقَة المحدثة بعد الثلاثمائة عَام فَهُوَ خُرُوج عَن الْإِسْلَام وَترك للْإِجْمَاع الْمُتَيَقن وَقد قلت لبَعْضهِم إِذْ قُلْتُمْ أَنه لم يزل مَعَ الله تَعَالَى شَيْء آخر هُوَ غَيره وخلافه وَلم يزل مَعَه فلماذا أنكرتم على النَّصَارَى فِي قَوْلهَا أَن الله ثَالِث ثَلَاثَة فَقَالَ لي مُصَرحًا مَا أَنْكَرْنَا على النَّصَارَى إِلَّا اقتصارهم على الثَّلَاثَة فَقَط وَلم يجْعَلُوا مَعَه تَعَالَى أَكثر من ذَلِك فَأَمْسَكت عَنهُ إِن صرح بِأَن قَوْلهم أَدخل فِي الشّرك من قَول النَّصَارَى وَقَوْلهمْ هَذَا رد لقَوْل الله عز وَجل قل هُوَ الله أحد فَلَو كَانَ مَعَ الله غير الله لم يكن الله أحد
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَمَا كُنَّا نصدق من أَن ينتمي إِلَى الْإِسْلَام يَأْتِي بِهَذَا أَنا شاهدناهم وناظرناهم ورأينا ذَلِك صراخا فِي كتبهمْ ككتاب السمناني قَاضِي الْموصل فِي عصرنا هَذَا وَهُوَ من أكابرهم وَفِي كتاب الْمجَالِس للأشعري وَفِي كتب لَهُم أخر