قَالَ أَبُو مُحَمَّد هَذِه نُصُوص أَقْوَالهم الَّتِي رأيناها فِي كتبهمْ وسمعناهم مِنْهُم وَكَانَ مِمَّا احْتَجُّوا بِهِ لهَذَا الْكفْر الْمُجَرّد أَن قَالُوا أَن الله عز وَجل سمى كل من ذكرنَا كفَّارًا ومشركين فَدلَّ ذَلِك على أَنه علم أَن فِي قُلُوبهم كفرا وشركاً وجحداً وَقَالَ هَؤُلَاءِ أَن شِئْتُم الله عز وَجل وشئتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ كفرا لكنه دَلِيل على أَن فِي قلبه كفرا
قَالَ أَبُو مُحَمَّد أما قَوْلهم فِي أَخْبَار الله تَعَالَى عَن الْيَهُود أَنهم يعْرفُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم وَعَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى أَنهم يجدونه مَكْتُوبًا عِنْدهم فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل فَبَاطِل بحت ومجاهرة لَا حَيَاء مَعهَا لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَمَا ذكرُوا لما كَانَ فِي ذَلِك حجَّة لله تَعَالَى عَلَيْهِم وَأي معنى أَو أَي فَائِدَة فِي أَن يجيزوا صورته ويعرفوا انه مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب فَقَط أَو فِي أَن يَجدوا كتابا لَا يفقهُونَ مَعْنَاهُ فَكيف وَنَصّ الْآيَة نَفسهَا مكذبة لَهُم لِأَنَّهُ تَعَالَى يَقُول {الَّذين آتَيْنَاهُم الْكتاب يعرفونه كَمَا يعْرفُونَ أَبْنَاءَهُم وَأَن فريقاً مِنْهُم ليكتمون الْحق وهم يعلمُونَ} فنص تَعَالَى أَنهم يعلمُونَ الْحق فِي نبوته وَقَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى {يجدونه مَكْتُوبًا عِنْدهم فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل يَأْمُرهُم بِالْمَعْرُوفِ وينهاهم عَن الْمُنكر وَيحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث وَيَضَع عَنْهُم إصرهم والأغلال الَّتِي كَانَت عَلَيْهِم}