قَالَ أَبُو مُحَمَّد فَأول ذَلِك أَن هَذَا الْخطاب من الله تَعَالَى عُمُوم للرِّجَال وَالنِّسَاء من الَّذين أُوتُوا الْكتاب لَا يجوز أَن يخص بِهِ الرِّجَال دون النِّسَاء فَيكون من فعل ذَلِك مفترياً على الله تَعَالَى وبيقين يدْرِي كل مُسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى النِّسَاء كَمَا بعث إِلَى الرِّجَال وَالْخطاب بِلَفْظ الْجمع الْمُذكر يدْخل فِيهِ بِلَا خلاف من أهل اللُّغَة النِّسَاء وَالرِّجَال وَقد علمنَا أَن النِّسَاء يعرفن أبناءهن على الْحَقِيقَة بِيَقِين وَالْوَجْه الثَّانِي هُوَ أَن الله تَعَالَى لم يقل كَمَا يعْرفُونَ من خلقنَا من نطفتهم فَكَانَ يسوغ لهَذَا الْجَاهِل حِينَئِذٍ هَذَا التمويه الْبَارِد باستكراه أَيْضا وَإِنَّمَا قَالَ