إن محمد بن سلام الجمحي، هو أول من ألف كتابًا على هذا النحو في طبقات الشعراء، ونحن لا نعرف تاريخ ولادة ابن سلام على وجه التحديد، وإذا كان كل من الخطيب البغدادي وياقوت يذكر أنه مات سنة ٢٣١ أو ٢٣٢هـ وأنه مات كبيرًا، وذكر صاحب تاريخ بغداد أن ابن سلام قدم على الحسين بن فهم سنة ٢٢٢هـ فاعتل علة شديدة فما تخلف عنه أحد، وأهدى إليه الأجلاء أطباءهم، وكان ابن ماسويه الطبيب المشهور ممن أهدى إليه، أي ممن دعوا إلى فحص علته، فلما جسه ونظر إليه قال له: ما أرى من العلة كما أرى من الجزع، فقال: والله ما ذاك لحزني على الدنيا مع اثنتين وثمانين وسنة، ولكن الإنسان في غفلة حتى يوقظ بعلة، ولو وقفت بعرفات وقفة، وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة، وقضيت أشياء