إن صاحب الحماسة الشجرية، هو نفسه أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة المعروف بابن الشجري صاحب "الأمالي" التي مر حديثها في باب الأمالي الذي توفي عام ٥٢٤هـ بعد أن عمر عمرًا غير قصير وأنتج بين ما أنتج من آثار أدبية، هذه الحماسة التي تحمل اسمه مثلما حملته الأمالي أيضًا.
وينبغي لنا ألا نخلط بين حماسة ابن الشجري ومختارات أشعار العرب لابن الشجري فهما كتابان مستقل كلاهما عن الآخر، ذلك أن ديوان مختارات ابن الشجري لا يزال مخطوطًا، ويختلف في منهجه وطريقة اختياره اختلافًا جوهريًّا عن الحماسة. إنه خمسون قصيدة وبضع مقطوعات كلها لشعراء جاهليين باستثناء الحطيئة فإنه مخضرم، وهو يكاد يكون مجموعة دواوين صغيرة لبعض الشعراء الذين ذكرنا صفتهم، إنه يضم بين ما يضم من القصائد سبعًا لزهير، واثنتى عشرة لعبيد بن الأبرص وثلاث عشرة للحطيئة.
أما حماسة ابن الشجري فإنها امتداد طبيعي لسلسلة كتب الحماسة التي بدأ أبو تمام بتصنيفها ثم حذا حذوه تلميذه البحتري. وإنه لمن الطبيعي أن يتأثر ابن الشجري بمنهج كل من سابقيه أبي تمام والبحتري، ثم يزيد على منهجيهما ما أملته طبيعة مسيرة الزمن وتطور فن الشعر.
ذلك أن حماسة ابن الشجري أقرب من حيث التبويب إلى حماسة أبي تمام منها إلى