[الفصل الخامس: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر]
[مدخل]
...
[الفصل الخامس: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر]
إن هذا اللون من ألوان كتب التراجم يختلف عن سابقيه من حيث كونه يحدد الزمان، ولا يحفل بالمكان، بمعنى أنه يختص بالترجمة للذين تحددت مرحلة حياتهم في خلال قرن واحد من الزمان مهما كان الصقع، أو القطر، أو المصر الذي سكنوه، يستوي في ذلك ساكن الهند أو السند، أو إيران، أو العراق، أو تركيا أو يوغوسلافيا أو منطقة الروم أو الشام أو مصر أو المغرب.
وإن لهذا اللون من التراجم أكثر من كتاب مشهور مثل "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة" لشيخ الإسلام العالم الجليل شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢هـ قام فيه بالترجمة لأعيان القرن الثامن الذين بلغ عددهم في كتابه ذي الخمسة أجزاء خمسة آلاف ومائتين وأربعة منهم عدد غير قليل من النساء أكثرهن فواطم وزينبات، سار فيه على ترتيب حروف المعجم بادئًا بالهمزة غير أنه استهل ترجماته بمن اسمه "إبراهيم" تيمنًا بسيدنا إبراهيل الخليل مع وجود من اسمه آقش ومن اسمها آمنة، وكل من الاسمين يسبق إبراهيم في الترتيب الهجائي١.
وعن المائة التاسعة يكتب شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي كتابه الكبير "الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع"، في اثني عشر جزءًا ناهجًا سبيل الترتيب الهجائي أيضًا، غير غافل عن الترجمة لنفسه تراجم طويلة نسبيًّا.
ومن هذا اللون من التراجم أيضًا الكواكب السائرة بأعيان المائة العاشرة للعالم الجليل نجم الدين أبي المكارم محمد الغزي الذين عاش في دمشق بين عامي ٩٦٧-١٠٦١هـ و"الكواكب السائرة" يختلف عن "الدرر الكامنة" اختلافًا بسيطًا من حيث الترتيب.
١ قام بتحقيقه محمد سيد جاد الحق ونشرته دار الكتب الحديثة بالقاهرة.