إن هذه الحماسة، هي آخر الحماسات التي وصلت كاملة إلى أيدينا حتى الآن، جمعها صدر الدين، أبو الفرج بن الحسين البصري المتوفى سنة ٦٥٩هـ.
إننا لا نكاد نعرف شيئًا عن حياة أبي الفرج البصري هذا أكثر من أنه جمع ديوانه، وأهداه إلى الملك الناصر أبي المظفر يوسف بن عبد الملك العزيز بن الملك الظاهر أمير حلب سنة ٦٤٧هـ، وأن له مؤلفًا بعنوان "المناقب العباسية والمفاخر المستنصرية" في تاريخ الدولة العباسية.
ولسنا ندري على وجه التحقيق السبب الذي من أجله أهمل المؤرخون، وكتاب التراجم شأن أبي الفرج البصري، فأغفلوا ذكره وأخملوا شأنه.
بل إننا لا نكاد نلمس سببًا واضحًا لتسميةهذا الديوان من الحماسة باسم "الحماسة البصرية" إلا أن يكون المصنف قد نسبها إلى بلدته التي منها خرج وهي البصرة، على الرغم من أننا نستنتج أن أكثر مقامه كان في حلب.
وإذا كانت هذه الحماسة البصرية تعتبر من أكبر دواوين الحماسة عدة مقطوعات وقصائد وأوفرها عدد أبيات، وأكثرها احتواء للشعراء، فإننا لا نكاد نرى فيها جديد إلا القليل.
إنها تضم ألفًا وستمائة وثماني وأربعين حماسية بين مقطوعة وقصيدة، وربما كانت