للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل السادس: أحمد بن أبي طاهر "ابن طيفور"]

...

الفصل السادس: أحمد بن طيفور ٢٠٤-٢٨٠هـ:

إن أحمد بن أبي طاهر المشهور بابن طيفور واحد من سدنة المكتبة العربية الذين أسهموا في إثرائها بالعديد من الكتب النفيسة والمؤلفات القيمة في بكرة نشأتها الفنية الغنية المباركة، وهو معاصر للنخبة الممتازة من أعلام الفكر الإسلامي ورواد المعرفة العربية مثل ابن قتيبة الدينوري المتوفى ٢٧٦ وأبي حنيفة الدينوري المتوفى ٢٨٢هـ وأبي العباس المبرد المتوفى ٢٨٦، وأبي العباس ثعلب المتوفى ٢٩١. لقد كان عصرًا فنيًّا من عصور دنيا المعرفة والفكر والتأليف بحيث يحار المرء في تقويمه، وما إذا كان عصر طفولة التأليف أم عصر شبابه، وإن الأمر يكاد يشتبه على القارئ الدارس المستقصي، فإذا كان لكل ظاهرة متطورة طفولة ويفاع وشباب وهرم وشيخوخة، فإنه في ضوء المقاييس المنطقية تكون هذه الفترة التي نحن بسبيل الحديث عنها فترة الطفولة أو على الأكثر فترة البقاع. فإذا أمعنا النظر في كثرة التآليف ووفرة الآثار العلمية ونفاسة قيمتها وعمق تناولها لا نتردد في الحكم على تلك الفترة إلا بأنها فترة شباب للمعرفة الإسلامية، ذلك الشباب الذي بدأ يغير طفولة ثم استمر حقبة من الزمان طويلة تفوق شباب معرفة أي أمة من أمم الأرض ذات الحضارة العقلية والتراث الإنساني.

وإذا كان أبو العباس المبرد العالم الجليل الذي عاصره ابن طيفور وخالطه وشاكسه صاحب أدب يغلب عليه طابع اللغة. وإذا كان أبو العباس ثعلب يغلب عليه النحو واللغة والرواية. وإذا كان أبو حنيفة الدينوري تغلب عليه صفة الشمول الثقافي بين تاريخ ورواية وأخبار ولغة وهندسة ورياضة ونجوم، فإن ابن طيفور تغلب عليه صفة الأدب وتاريخه والتأليف فيهما، وبخاصة أخبار الشعراء مع إسهام في التأليف التاريخي والأخبار والنوادر

<<  <   >  >>