للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[منهج ياقوت في معجم الأدباء]

لقد اجتهد ياقوت كل الاجتهاد في أن يجعل كتابه هذا متميزًا إلى حد كبير عن بقية كتبه، وعن كتب من سبقه من المصنفين القدامى، ويذكر أن ذلك كان أملًا راوده منذ أن أحب الأدب وأغرم بأخبار العلماء، وشغف بأحوال الأدباء يبحث عن نكت أقوالهم بحث المغرم الصب والمحب من المحب، ويطوف على مصنف فيهم يشفي الغليل ويداوي لوعة العليل فما وجد في ذلك تصنيفًا شافيًا ولا تأليفًا كافيًا١، هذا على الرغم من العديد من العلماء السابقين عليه الذين أولوا هذا الموضوع الكثير من العناية من أمثال أبي بكر محمد بن عبد الملك التاريخي، وأبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه، وأبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني، وأبي سعيد الحسن بن عبد الله المرزبان السيرافي، وأبي بكر محمد بن حسن الإشبيلي الزبيدي، وأبي المحاسن المفضل بن محمد بن مسعر المغربي، وعلي بن فضال المجاشعي، وكمال الدين عبد الرحمن بن محمد الأنباري، ويمكن أن نعرض منهج ياقوت ونستعرض معجمه عن الأدباء على النحو التالي:

أولًا: إن ياقوتا يذكر هؤلاء المؤلفين جميعًا، ولا يحدد من أسماء كتبه إلا القليل مثل شجرة الذهب في أخبار من ذهب للمجاشعي، الذي لا يعتني بالأخبار، ولا يعبأ بالوفيات، ومثل نزهة الألبا في أخبار الأدبا" للكمال بن الأنباري.

ويرى ياقوت أن كتاب أبي بكر الإشبيلي الزبيدي هو أفضل هذه الكتب جميعًا وأكثرها فوائد وأوفرها تراجم وفرائد.

ولكن هذه الكتب التي ذكرها جميعًا كانت حسب اعترافه مصادره في تأليفه كتابه الذي نحن بصدده، فما يكاد يذكر كتابًا منها حتى يقول: نقلنا فوائده، وبذلك تكون أكثر مصادر ياقوت في معجم الأدباء بعضًا معروف العنوان والمؤلف، والبعض الآخر معروفًا اسم مؤلفه


١ مقدمة معجم الأدباء "١/ ٤٦".

<<  <   >  >>