للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: معجم الأدباء لياقوت الرومي]

[معجم الأدباء]

إذا ذكرت كتب التراجم فإن كتاب معجم الأدباء يأتي في مقدمتها شهرة ونفعًا، ويتربع على رأسها أهمية وخطرًا، ذلك أنه يمتاز عن غيره من كتب التراجم التي ذكرنا في هذا الباب بأنه كتاب متخصص في تراجم الأدباء، وبخاصة ذوي التآليف منهم، وليس الأمر كذلك في بقية كتب التراجم التي قدمنا؛ ذلك لأنها اهتمت بكل الأعيان على اختلاف شخصياتهم وصفاتهم ونوازعهم، ومقاماتهم من خلفاء وملوك وعلماء، وفقهاء ومحدثين وزهاد وصوفيين وقضاة ووزراء، وقواد وحجاب وكتاب وشعراء وفلاسفة وأطباء إلى غير ذلك من الأعلام والأعيان. أما هنا في هذا الكتاب فليس ثمة مكان إلا لعالم، وليس من ترجمة أخرى إلا لأديب صاحب تآليف ولذلك كان الكتاب في جوهره مثلما هو في مخبره اسمًا على مسمى.

وأما مؤلف الكتاب فهو بدوره من الشهرة بمكان، إنه ياقوت بن عبد الله الحموي. والواقع أن نسبة الحموي لا تعني أن هذا العالم الجليل ذو صلة ما بمدينة حماه الجليلة في القطر الشامي، ذلك أن ياقوت مولود ببلاد الروم حوالي سنة ٥٧٥هـ، ومن ثم فإنه يعرف بياقوت الرومي، أما صفة الحموي فهي نسبة إلى الرجل الذي ابتاعه، وهو بغدادي اسمه عسكر بن أبي نصر إبراهيم الحموي، ولذلك فإنه تجدر الإشارة هنا إلى الخطأ الذي يقع فيه كثير من المتأدبين حينما يربطون بين ياقوت ومدينة حماة، فقد ذهب عدد منهم إلى أنه حموي المولد وفي مقدمتهم ابن العماد١.

إن عالمنا الجليل كان يلقب بشهاب الدين، ويكنى بأبي عبد الله، وهو على الأغلب لم يكن يعرف من أبوه ومن ثم جعل اسمه ياقوت بن عبد الله، وإذن فهو رومي المولد، حموي


١ شذرات الذهب أحداث سنة "٦٢٦".

<<  <   >  >>