لا شك أن في كتاب الأغاني من المظاهر والبواطن ما يغري بعض العلماء على اختصاره أو تبسيطه. واختصار الكتب الكبيرة أمر جرت عليه طبيعة الثقافة العربية. وقد عرفنا كيف كان بعض العلماء يختصرون كتبهم المطولة كما فعل العماد الأصبهاني مع كتابه "الخريدة" وكما فعل البيهقي مع "دمية القصر".
إن هناك من رأوا ضرورة اختصار "الأغاني" وتخليصه من الأسانيد ومفاتيح الموسيقى التي لا يفهمها إلا المتخصص، والتي أشرنا إلى شيء منها فيما مضى من صفحات بحيث يصبح الكتاب أدبًا محضًا، وهناك من رأى ضرورة تجريد الكتاب مما يخدش الحياء ويتنافى مع القيم الأخلاقية، وهناك من رأى إعادة ترتيبه بشكل زمني وإضفاء طابع كتب الطبقات