والموسوعة الرابعة في الترتيب التاريخي هي "صبح الأعشى في كتابة الإنشا" ومؤلف هذه المسوسوعة النفيسة، هو أبو العباس محمد بن عبد الله القلقشندي نسبة إلى قلقشندة إحدى قرى محافظة القليوبية بمصر الذي عاش بين سنتي ٧٥٦ - ٨٢١هـ.
ولم يكن "صبح الأعشى" على نفاسته وشموله وضخامته، هو المؤلف الوحيد لصاحبه، وإنما ترك القلقشندي مجموعة أخرى من الكتب النفيسة.
وحتى جهد القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" تكون الموسوعات ذات طابع الاشتمال على كل شيء قد بدأت مناهجها تتحدد، وخطوط الاستطراد الطويلة فيها تقصر، وتعدد الموضوعات وفروع المعرفة التي تحتويها تتقلص، ليس على حساب العلم -بطبيعة الحال- بقدر ما هي لحساب التخصص، ذلك أن أول موسوعة تظهر حسب الترتيب التاريخي بعد موسوعة القلقشندي كانت موسوعة المقريزي المعروفة باسم "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" وهي كما نرى من عنوانها موسوعة تاريخ، وكتاب قائم على التخصص في موضوع بذاته. ومن هنا فقد حدثت النقلة الكبيرة في مناهج التأليف الموسوعي من نطاق التعدد والشمول لموضوعات شتى إلى نطاق التحدد والشمول لموضوع بذاته، على أن هذه النقلة المفاجئة إلى ميدان التخصص لا تعني بأي حال النيل من الروائع الموسوعية