كتاب كبير جليل لمؤلف عالم أديب، شاعر مؤرخ رسام خطاط فنان، هو صلاح الدين الصفدي واسمه كاملًا: خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي الذي ولد في صفد سنة ٦٩٦هـ وتوفي في دمشق سنة ٧٦٤هـ، وهي السنة نفسها التي توفي فيها الوراق الأديب ابن شاكر الكتبي الذي مر ذكره.
إن صلاح الدين الصفدي واحد من العلماء القليلين الذين أصبحوا فيما بعد أساتذة، أخذ العلم عن عديد من العلماء في صفد ودمشق والقاهرة، أخذ عن الشهاب محمود، وابن سيد الناس، وابن نباتة المصري، وأبي حيان المصري، والذهبي، وابن كثير. ومن الطريف أن بعض هؤلاء العلماء العلام جلسوا للاستماع إليه حين أصبح عالمًا كبيرًا يجلس للدرس فيؤم مجلسه الكبار والصغار.
وكان الصفدي صاحب أخلاق رفيعة وشيم جليلة وشمائل طيبة مع علم وافر وإنتاج خصب وقلم معطاء وشاعرية محلقة، وإن كان قلمه حين يكتب يترسم أسلوب زمانه الممعن في السجع والزينات البديعية، لقد قال الشعر الحسن وأكثر من النثر والتواقيع، وكان لكثرة ما كتب يقول:"كتبت بيدي ما يقارب خمسمائة مجلدة، ولعل الذي كتبته في ديوان الإنشاء ضعفًا ذلك"١ فقد تقلد كثيرًا من الوظائف في صفد، ومصر وحلب والشام.
وأما مؤلفاته فهي من الكثرة بمكان، أشهرها وأجلها كتاب "الوافي بالوفيات" هذا فضلًا عن نحو مئتي كتاب أخرى وصل إلى أيدينا عدد جليل منها، طبع بعضه ولا يزال