للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتاب الفرس، وكتاب الإبل، وكتاب الحرب، وكتاب الديار، وكتاب الرياح، وكتاب السباع والوحوش، وكتاب الهوام، وكتاب الأيمان والدواهي، وكتاب النساء والغزل، وكتاب النسب واللين، وكتاب تصحيف العلماء. إننا نستطيع أن نستنتج أن هذا الكتاب قد تضمن الشعر الذي قالته العرب في كل موضوع من الموضوعات السابقة، ولا بد أنه عمل من الطرافة والجهد والفائدة بمكان.

ومن كتب ابن قتيبة في الشعر كتابه عيون الشعر، وهو أيضًا فيما يصفه من رآه يشمل عدة كتب أو أقسام هي: كتاب المراثي، كتاب القلائد، كتاب المحاسن، كتاب المشاهدة، كتاب الجواهر، كتاب المراكب.

وهذه العناوين كلها طريفة لافتة للخواطر، وما دمنا نعرف قيمة ابن قتيبة العلمية والأدبية فإننا نستطيع أن نتصور كم هو طريف ذلك الكتاب الذي أطلق عليه كتاب "عيون الشعر" وهو فيما يبدو على نسق كتابه عيون الأخبار، والذي يقرأ كتاب "أدب الكاتب" الذي قدمنا دراسة مبسطة عنه قبل قليل، وكتاب "عيون الأخبار" ويقف على ما فيهما من ثروة شعرية نفيسة هائلة يستطيع أن يتخيل كم هو قيم نفيس كتاب عيون الشعر هذا الذي نحن بصدده.

ويذكر بروكلمان لابن قتيبة كتابًا باسم "كتاب أبيات المعاني"١ ويقول: إنه غير كتاب عيون الشعر -ونحن نوافقه على ذلك- ولكننا نرجح أن هذا الكتاب هو نفسه "كتاب معاني الشعر الكبير"؛ لأن بروكلمان يذكر أن القسم الأول من هذا الكتاب -كتاب أبيات المعاني- مخطوط في أيا صوفيا، وهو أبيات المعاني في الخيل، ولما كان الكتاب الأول أو بالأحرى الفصل الأول من كتاب معاني الشعر الكبير هو "كتاب الفردوس" فقد تكون هذه قرينة عن أن الكتابين كتاب واحد وإنما أورده الرواة بعنوانين متقاربين.

لننتقل بعد ذلك من الكتب غير المطروقة هذه إلى الكتاب الذي بين أيدينا، وهو كتاب الشعر والشعراء الذي يطلق عليه أحيانًا اسم طبقات الشعراء تمثلًا بكتاب ابن سلام؛ ولأنه يقدمهم على نظام الطبقات، كما أنه يسمى أحيانًا ديوان الشعراء.

وابن قتيبة يقدم في كتابه "الشعر والشعراء" مائتين واثنين من الشعراء مرتبين ترتيبًا زمنيًّا، فهو يبدأ بامرئ القيس وينتهي بعلي بن جبلة المعروف بالمكوك المتوفى سنة ٢١٣هـ.

وعلى عادة العلماء الكبار يقدم ابن قتيبة منهجًا لكتابه في المقدمة التي كتبها له، فيقول إنه كتب عن الشعراء المشهورين الذين يعرفهم جل أهل الأدب والذين يقع الاحتجاج بأشعارهم في الغريب، ويقول: إنه أخبر فيه عن أزمانهم وأقدارهم وأحوالهم في أشعارهم،


١ تاريخ الأدب العربي "٢/ ٢٢٥".

<<  <   >  >>