للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ترتيبها الطبيعي المعروف.

وإذا كان لنا أن نتتبع طريقة عرض المؤلف لشعرائه من خلال حرف من الحروف وليكن حرف العين على سبيل المثال فإننا نلاحظ أنه بدأ باسم عمرو، وأتى بمائة وثلاثة وسبعين شاعرًا اسم كل منهم عمرو، وابتدأ بعمرو بن عبد مناف، وهو الاسم الحقيقي لهاشم بن عبد مناف جد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يأت له بأكثر من مصراع في أرجوزة له هو قوله:

عذت بما عاذ به إبراهيم

وفي الوقت نفسه يذكر كنية هاشم، وهي أبو نضلة، ولما كان عمرو بن عبد مناف قد لقب هاشمًا؛ لأنه هشم الثريد لقومه أيام الجدب والمجاعة، فإن المؤلف يورد بيت مطرود بن كعب الخزاعي الذي يفيد أن عمرًا هو نفسه هاشم يقول فيه:

عمرو الذي هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنِتُون عجاف١

ويفعل المؤلف بطرفة بن العبد ما فعله بهاشم بن عبد المطلب، فيذكره مع الطائفة التي اسمها "عمرو" من الشعراء، ذلك أن اسمه الحقيقي عمرو بن عبد بن سفيان، وإنما لقب بطرفة لقوله هذا البيت:

إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا ... على رسلها مطروفة لم تشدد

ويبدو لنا أن عددًا كبيرًا من شعراء العرب كانوا يحملون اسم عمرو، فمؤلفنا يذكر بين ما ذكر من الشعراء الذين تبدأ أسماؤهم بحرف العين مائة وثلاثة وسبعين عمرًا، ولقد أسلفنا القول أن لكل من محمد بن داود بن الجراح والجاحظ كتابًا مفردًا تحت عنوان "من سمي عمرًا من الشعراء".

وتحت حرف العين أيضًا يذكر المرزباني اثنى عشر شاعرًا يحملون اسم "عمير" منهم من هو مشهور كبير، ولكن تحت اسم آخر كالقطامي "عمير بن شييم" ومنهم من فاتته الشهرة كعمير بن جيدع العجلي -وجيدع هي أمه- ويذكر له هذه الأبيات٢

تركت أخا البطاح على ثلاث ... يكوس كأنه بكر عقير*


١ معجم الشعراء "ص٢".
٢ معجم الشعراء "ص٧٢".
* كاس الإنسان يكوس مشى على رجل واحدة، وكاس الحيوان عرقبت إحدى قوائمه فمشى على ثلاث، وكاس العقير يكوس يعني سقط على رأسه.

<<  <   >  >>