وثمود وهود، لا يجد كبير حرج في أن ينسب شعرًا لكل خليفة من الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي١.
وفي مجال الإطراف يكتب القرشي فصلًا في شياطين الشعراء، ويذكر في ذلك بعض أسماء هؤلاء منهم: هبيد شيطان عبيد بن الأبرص ومدرك بن واعم شيطان الكميت إلى غير ذلك من الأخبار التي تحلو قراءتها إزجاء للوقت وطلبًا للسمر.
ويورد أبو زيد في مقدمته أخبارًا عن الأعراب والشعراء وبعض ملوك بني أمية. ومهما كان الأمر فإن صاحب الجمهرة هو الوحيد بين أصحاب الاختيارات الأول الذي صنع مقدمة لمختاراته مجتهدًا في أن يسبغ عليها ثوبًا علميًّا ولو أنه قد تورط في بعض الخيالات ونأى عن بعض الحقائق.
وربما كان صاحب الجمهرة هو أول أصحاب الاختيارات الذين قسموا حصيلة مختاراتهم إلى أقسام متعددة بأسماء مختلفة جذابة، فجعل قسمًا منها تحت اسم المعلقات، وأدرج المعلقات وأدرج تحته قصائد كل من امرئ القيس، زهير بن أبي سلمى، نابغة بني ذبيان، أعشى بكر بن وائل، لبيد بن ربيعة، عنترة بن شداد.
والقسم الثاني من اختياراته وضعها تحت اسم المجمهرات، ومعناها المحكمة السبك، ذلك أن الناقة المتداخلة الخلق كأنها جمهور من رمل كانت تسمى المجمهرة، وهي تسمية ابتكرها أبو زيد اجتهادًا منه ولا علينا إذا ما تقبلناها في إطار منطقه، ووضع أبو زيد تحت المجمهرات قصيدة بعينها لكل من: عبيد بن الأبرص، وعدي بن زيد، وبشر بن أبي خازم، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، والنمر بن تولب. وهي من القصائد الجيدة الممتازة التي تتسم بالفحولة إنشاء والجزالة لفظًا وحبكًا. ومن البداهة بمكان أن كلا من أصحاب المجمهرات هذه، له قصائد أخرى عديدة جيدة.
والقسم الثالث من الاختيارات أطلق عليها أبو زيد اسم "المنتقيات" وهي قصيدة منتقاة لكل من المسيب بن علس -وهي غير القصيدة التي أوردها المفضل الضبي- والمرقش الأصغر، والمتلمس "جرير بن عبد المسيح"، وعروة بن الورد، والمهلهل بن ربيعة، ودريد بن الصمة، والمنتخل بن عويمر الهذلي.
والمجموعة الرابعة التي اختارها أبو زيد أسماها "المذهبات" وقدم لكل واحد من أصحابها قصيدة واحدة وهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان وقيس بن الخطيم، وأحيحة بن الجلاح، وأبو قيس بن الأسلت، وعمرو بن امرئ القيس.