للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عدد المقطوعات أو الحماسيات -حسبما يسمِّيها المؤلف أو الشارح- هو الغزل الذي يجمع له أبو تمام مائة وأربعين مقطوعة، وتأتي بعد ذلك حماسيات المراثي وعدها مائة وسبع وعشرون، وتتوزع بقية الحماسيات على بقية الأغراض التي جاءت في صدر حديثنا عن موضوعات كتاب الحماسة.

رابعًا: إذا كانت المرأة قد جرى ذكر مذمتها في باب من أبواب الكتاب، فإن أبا تمام لم يهمل شعرها. بل اختار للمرأة العربية نماذج من رفيع الشعر ورائعه بثها خلال أبواب الديوان، وإن كان قد ركز عليها كشاعرة تحسن الرثاء وتجيده في صدق وعمق، وهذا الأمر في حد ذاته ينصف المرأة العربية ويكرمها كأم وأخت وزوجة وابنة، لقد أورد أبو تمام في باب الرثاء أكثر من عشرين مقطوعة وقصيدة قالتها المرأة العربية في رثاء أب أو أخ أو أم أو زوج أو ابن، ومن هؤلاء الشاعرات قتيلة بنت النضر بن الحارث ترثي أباها، وزينب بنت الطئرية ترثي أخاها زيد، وعمرة الخثعمية ترثي ابنيها، وعمرة بن مرداس ترثي أخاها عباسًا، وبطة بنت عاصم، والعوراء بنت سبيع، وعاتكة بنت زيد بن نفيل، وغيرهن كثيرات. حبذا لو كان أبو تمام خص شعر المرأة بباب منفرد فإن أكثر ما قالته المرأة العربية ضاع بين ما ضاع من كنوز شعر الآخرين١.

خامسًا: نالت حماسة أبي تمام من اهتمام الرواة، والشراح أكثر مما ناله شعره، فقد شرحها عدد كبير من العلماء يزيدون على العشرين. قد لا يعنينا أمرهم جميعًا. وإنما يعنينا أن من أشهر من قام على شرحها أبا بكر الصولي المتوفى ٣٣٥هـ وأبا القاسم الآمدي صاحب الموازنة المتوفى ٣٧١هـ وأبا الفتح ابن جني المتوفى ٣٩٢هـ، وأبا هلال العسكري المتوفى ٣٩٥هـ، وأبا علي أحمد بن محمد المرزوقي المتوفى ٤٢١هـ، وأبا العلاء المعري المتوفى ٤٤٩هـ، وأبا الحسن علي بن سيده المتوفى ٤٥٨هـ، وأبا الفضل الميكالي المتوفى ٤٧٥هـ وأبا زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي المتوفى ٥٠٢هـ، وأبا الفضل علي الطبرسي المتوفى ٥٤٨هـ، وأبا المحاسن مسعود بن علي البيهقي المتوفى ٥٤٤هـ، وأبا البقاء عبد الله بن الحسين العكبري المتوفى ٦١٦ شارح ديوان المتنبي.

ومن الشروح الحديثة شرح الأستاذ محمد سعيد الرافعي الذي يشك في نسبته إليه، ويرجح أنه للشيخ إبراهيم الدلجموني٢، وشرح الشيخ سيد المرصفي.

إننا اكتفينا بذكر الأعلام فقط من الشراح دون من لم تألف آذان الجمهرة سماع


١ راجع الحماسيات التي أرقامها "٣٢٦، ٣٣٢، ٣٣٨، ٣٣٩، ٢١٩، ٣٠٨، ٣١٧، ٣٢٨، ٣٦٧، ٣٧٠، ٣٧٣، ٣٨١، ٣٨٦، ٣٩٠-٣٩٧".
٢ مقدمة المحقق "ص١٥".

<<  <   >  >>