للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعمارهم، وأوقات وفاتهم، وأماكن بلدانهم ومناقبهم ومثالبهم منذ ابتداء كل علم اخترع إلى عصرنا هذا، وهو سنة سبع وسبعين وثلاثمائة للهجرة"١.

فمن هذه المقدمة القصيرة نستطيع أن نلمح منهج المؤلف تمام الوضوح، وأنه عمد فيه إلى الإيجاز وادخر الإفاضة للمادة التي يضمها الكتاب.

ثانيًا: ويزيدنا المؤلف تعريفًا بماة كتابته في المحتوى الذي قدمه بنفسه في صدر كتابه حين قسم الكتاب إلى عشر مقالات، أو بالحري عشرة أبواب كبار، كل باب يضم عددًا من الفصول. وإن دل ذلك على المنهج وهذا المحتوى على شيء فإنما يدل على عقلية مرتبة، وفكر منظم وخطة منسقة، ذلك؛ لأن المؤلف يتدرج في عرض موضوعاته تدرجًا منطقيًّا، فهو يجعل المقالة الأولى لفنون ثلاثة، هي وصف لغات الأمم من العرب والعجم ونعوت أقلامها وأنواع خطوطها وأشكال كتاباتها، إذ بغير الخط لا تكون كتابة. ثم يثني المؤلف بالشرائع والمذاهب الإسلامية وكتبها، ومن هذا المنطلق ينعطف إلى علوم القرآن الكريم وأسماء الكتب المؤلفة في علومه وأخبار القراء وأسماء الرواة.

وينتقل ابن النديم بعد ذلك انتقالًا طبيعيًّا إلى المقالة الثانية، التي يضمن خلالها ثلاثة فصول عن النحو، والنحويين من بصريين، وكوفيين وأخبارهم وأسماء كتبهم.

ويجعل ابن النديم المقالة الثالثة، أو الباب الثالث، من الفهرست للأخبار، والآداب، والسير مضمنًا إياه أخبار الإخباريين، والرواة والنسابين، وأصحاب السير والأحداث وأسماء كتبهم. وأخبار القدماء والجلساء والمغنين والمضحكين وأسماء كتبهم.

ويخصص المؤلف المقالة الرابعة للشعر والشعراء ابتداء من الشعراء الجاهليين، وانتهاء بالشعراء المعاصرين له وصناع دواوينهم وأسماء رواتهم.

والمقالة الخامسة جعلها لعلم الكلام والمتكلمين من معتزلة ومرجئة وشيعة بفرقها وجبرية وخوارج وزهاد ومتصوفة وأخبارهم وأسماء كتبهم. وجعل المقالة السادسة في فنون الفقه والفقهاء والمحدثين وأخبارهم وأسماء كتبهم، والمقالة السابعة عن الفلاسفة والمناطقة والمهندسين، والموسيقيين، والرياضيين، والمنجمين، وصناع الآلات، وأصحاب الحيل والحركات، والأطباء، والمتطببين وأخبارهم وأسماء كتبهم. وجعل المقالة الثامنة عن الأسمار والخرافات والسحر والشعوذة وأصحاب هذه المهن إن صح أن تسمى مهنا وأخبارهم وأسماء كتبهم، هذا فضلًا عن كتب شتى لا يعرف مصنفوها ولا مؤلفوها.


١ مقدمة الفهرست "ص٨".

<<  <   >  >>