للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأديب الأصفهاني، وفيها يقول "قال ابن مندة: مات في محرم سنة ثمانٍ وأربعين وأربعمائة"١ أو ترجمته للحسين بن أحمد بن بطَّويه، وهي أطراف التراجم القصيرة جميعًا؛ لأن المؤلف يقول فيها ما نصه: "لا أعلم من أمره شيئًا" ٢ ثم ينسب إليه مقطوعتين من الشعر، واحدة في ثلاثة أبيات والأخرى في بيتين.

هذا وقد يكون من الطرافة بمكان أن نذكر أن أسماء قليلة بعينها قد استولت من الكتاب على نصيب الأسد، أو أكثر بل إنها أربعة أسماء بالذات هي على الترتيب الأبجدي أحمد، والحسن وعلي، ومحمد. "فالأحمدون" استولوا على ثلثي الجزء الثاني فضلًا عن الأجزاء الثالث والرابع والخامس بأكملها. و "الحسنون" استولوا على كل من الجزءين الثامن والتاسع بأكملهما باستثناء أربع تراجم قصيرة في آخر التاسع. و "العليون" استولوا على الربع الأخير من الجزء الثاني عشر وكل من الأجزاء الثلاثة التالية له، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر باستثناء ثلاث تراجم قصيرة في آخر الجزء الخامس عشر، و "المحمدون" استولوا على ثلثي الجزء السابع عشر الأخيرين، وكل الجزء الثامن عشر، والثلث الأول من الجزء التاسع عشر، وبعملية حسابية صغيرة يتبين أن أصحاب هذه الأسماء الأربعة من العلماء قد استغرقوا أحد عشر جزءًا من الكتاب كله البالغ عدد أجزائه عشرين جزءًا.

على أن ذلك الذي نذكره حول هذه الأسماء وسيادتها واستيلائها على ناصية العلم ليس إلا من باب الملاحظة العابرة، وهي في مجموعها أسماء لطيفة مباركة.

هذا ملخص سريع لمنهج كتاب معجم الأدباء ومحتواه للعالم الهاوي الأريب الأديب النشط المبارك الإنتاج على الرغم من صغر سنه نسبيًّا، وزحمة أعماله وكثرة أسفاره ومشاكل الرق التي كابدها في أول حياته. إنه كتاب ثمين في قيمته، فريد في جوهره، خصيب في عطائه، كريم في فيضه، إنه عطاء العلم وفيض الأدب ممثلًا فيمن ترجم لهم بعناية وإحكام مستعينًا بالمصادر التي يطمئن إليها ذاكرًا أصحابها كلما سنحت له الفرصة أن يذكرهم، والكتاب من الشهرة والقيمة بحيث لا يستغني عنه باحث أو طالب علم، أو أديب، أو معلم.


١ المصدر "١٨/ ١٨٦".
٢ المصدر "٩/ ١٩٩".

<<  <   >  >>