ومثل سفارة الغزال إلى بلاد المجوس ويذكر بعض الأحداث التاريخية والوقائع الحربية مثل الزلاقة، وغيرها من المعارك التي شهدتها الأندلس والمغرب.
ومن منطلق عدم التزامه بمنهج معين فإن ابن دحية يترجم لشاعر بعينه مثل ابن الزقاق ويأتي له بمقتطفات من شعره، ثم ينتقل إلى الترجمة لشاعر آخر، ولا يكاد يقطع في هذا السبيل شوطًا قصيرًا حتى يتذكر مقطوعات أخرى فيعود إليه ليثبت ما فاته إثباته ويورد له المزيد من مقطوعاته الشعرية، ولقد فعل الصنيع عينه مع أبي إسحاق ابن خفاجة حين أتيت له مقطوعات في صفحات عدة من كتاب "المطرب".
ويعمد ابن دحية إلى تخصيص فصول بعينها لموضوع بذاته على صفحات كتابه، فيخصص على سبيل المثال فصلًا للنرجس، ويأتي بفقرات شعرية فيه لأكثر من شاعر، أو فصل في الرياح ويفعل الصنيع نفسه. وقد يحشر نكتة لطيفة ذات دلالة نحوية ينثرها هنا وهناك على صفحات كتابه.
ومجمل القول في "المطرب" أننا نطرب لمحتواه، لكننا نتعب في متابعته لخروجه على المنهج المألوف في تصنيف الكتب ونده عن المنهج المألوف في تصنيف الكتب ونده عن المنهج السوي في تقديم مادته لقارئه.
هذا ومن الكتب الهامة في فصل التراجم كتاب الكتيبة الكامنة للوزير لسان الدين بن الخطيب، وقد رأينا أن يكون الحديث عنها مرتبطًا بالحديث عن لسان الدين، إذ إنه يحتاج إلى شيء من التعريف به لفضله على الدراسات الأندلسية، وهو ما سوف نعرض له في الفصل التالي.