تمت الهجرة؛ ولكن ما نتائج الهجرة؟ الرسول صلى الله عليه وسلم كان في مكة يقابل الوثنيين المشركين، وهم جبهة واحدة، وقوم سذج، بمعنى: لم تسبق إلى عقولهم أفكار: عقائد طرائق مناهج متعددة مختلفة؛ ولكن {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}[الزخرف:٢٢]، ولذا كان الواحد منهم إذا تعقل وتروَّى ووضح له الحق سرعان ما يؤمن.
عمر بن الخطاب عندما ذهب لأخته لينتقم منها لأنها أسلمت هي وزوجها، سمع القرآن فتحول وتغير، وقال:(دلوني على محمد)؛ كل هذا في لحظات.
سراقة يدرك رسول الله في الطريق ليأخذه لينال الجُعل من الإبل، ففي أول النهار كان يطلبه وفي آخر النهار صار يحرسه.
لماذا؟ كان عندهم فطرة نقية سليمة، مغطىً عليها بغطاء الوثنية، وكان هذا الغطاء سهل الانتزاع.