للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نصرة الله لنبيه بالسكينة في إجلاء اليهود]

قال الله: {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب:٢٦]، والذين ظاهروا المشركين في غزوة الخندق هم اليهود، فقد نقضوا العهد، وكانت شديدة على المسلمين، وبلغت القلوب الحناجر، ولكن الله سلم، فمن جانب المشركين ردهم الله بغيظهم ولم ينالوا خيراً، ومن جانب من عاونوهم وظاهروهم أنزلهم الله من صياصيهم، أي: من حصونهم، {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الأحزاب:٢٦]، ونتيجة هذا الرعب هي: {فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} [الأحزاب:٢٦].

إذاً: السكينة والطمأنينة من عوامل النصر، والرعب في القلب من عوامل الهزيمة.

وكانت نتيجة ذلك، {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا} [الأحزاب:٢٧]، كل ذلك نتيجة الطمأنينة.

أيضاً في سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} [الحشر:٢]، فمن شدة الخوف والرعب صاروا هم بأنفسهم يخربون بيوتهم، هكذا هم اليهود؛ إذا ربحوا في حروب سنين أضاعوا ذلك بخطوة إلى الوراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>