جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة يريد أن يدخل، فمنع من ذلك؛ لأنه طلب من ثقيف أن يكتموا عنه فامتنعوا وأرسلوا لقريش بالخبر.
إذاً: قريش منعته أن يدخل، يقولون: خرج ليستعين علينا بغيرنا والآن جاء! فلن يدخل مكة، حتى اضطره الحال أن يدخل في جوار رجلٍ من أهل مكة.
الرسول صلى الله عليه وسلم سيد الخلق، وبالأمس كان معه ملك الجبال يمكن أن يطبق عليهم الأخشبين، يمكن أن يدخلها بالقوة رغماً عنهم، ولكن تلطف معهم وطلب جوار رجل منهم، ودخل في جوار رجل مشرك.
إذاً: لا مانع من الاستعانة برجل مشرك ما دام في ذلك نصرة للحق، وليس فيه اعتداء ولا ظلم ولا بغي على جهة أخرى، فيأتي رجل مشرك وهو مطعم بن جبير وعنده أربعة أولاد ويلبس السلاح، وكل واحد من أولاده يقف عند ركن من أركان الكعبة، ويأتي هو مع رسول الله ويطوف به ويقول: أجرت محمداً.